شبكة أخبار سوريا والعالم/ تُعتبر ماتا هاري شخصية محيرة ومثيرة للجدل في تاريخ الجاسوسية. ولدت في هولندا عام 1876 باسم مارغريتا زيلي، واشتهرت بتحولها من راقصة شرقية جذابة إلى عميلة مزدوجة، اتُهمت بالتجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
بدأت حياتها في كنف عائلة ميسورة، ولكن سرعان ما تبدل الحال بعد إفلاس والدها ووفاة والدتها. تزوجت لاحقًا من ضابط هولندي وانتقلت معه إلى جزيرة جاوة (إندونيسيا حاليًا)، حيث تعرفت على رقصة "غوندرونغ" المحلية، التي تميزت بالإيحاءات الجريئة. أتقنت مهارات الرقص وأطلقت على نفسها الاسم الفني "ماتا هاري"، والذي يعني "عين اليوم" بلغة الملايو.
بعد عودتها إلى أوروبا عام 1903، استقرت في باريس واكتسبت شهرة واسعة كراقصة مثيرة في الأوساط الثرية، مما فتح لها الأبواب إلى عالم السياسة والمخابرات من خلال الإغراء. ارتبط اسمها بعدد من القادة العسكريين، الأمر الذي جعلها مصدرًا قيمًا للمعلومات.
مع تصاعد وتيرة الحرب العالمية الأولى، اتهمتها الاستخبارات الفرنسية بالتجسس لصالح ألمانيا، وذلك بعد اعتراض رسالة أشارت إلى عميلة بالرمز "H-21". تم القبض عليها في باريس عام 1917، وأُعدمت رميًا بالرصاص في 15 تشرين الأول من العام نفسه بعد محاكمة سريعة.
على الرغم من أن المدعي العام الفرنسي وصفها بأنها "المرأة التي تسببت في مقتل خمسين ألف جندي"، إلا أن مؤرخين معاصرين يرون أنها كانت مجرد كبش فداء استخدمته فرنسا للتغطية على إخفاقاتها العسكرية.
رفضت ماتا هاري تغطية عينيها قبل تنفيذ الحكم، وأبدت شجاعة قائلة إنها مستعدة للموت، ثم أرسلت قبلة إلى الجنود قبل إطلاق النار عليها.
فيما بعد، اختفى رأسها المحنط من متحف التشريح في باريس في ظروف غامضة، لتترك وراءها أسطورة امرأة جمعت بين الفن والخداع والاستغلال السياسي للجمال.
(روسيا اليوم)