تعاني قرية حرملة في ريف الرقة الشمالي من أزمة مياه شرب مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، مما يجعلها واحدة من أصعب المشاكل التي تواجه السكان. وعلى الرغم من الوعود المتكررة، لم يتم إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، واستمرت التجاوزات على خطوط المياه الرئيسية التي تغذي القرية.
أفاد عدد من الأهالي لموقع «سوريا 24» بأن التعديات المتكررة على شبكة المياه العامة من قبل بعض الأشخاص في القرى المجاورة أدت إلى انخفاض حاد في كميات المياه المتدفقة إلى حرملة. وقد تسبب ذلك في انقطاع الإمدادات المنتظمة، مما اضطر السكان إلى الاعتماد على شراء المياه بأسعار مرتفعة جدًا، تصل إلى 10 آلاف ليرة سورية للبرميل الواحد، في حين يعاني معظم الأهالي من أوضاع اقتصادية صعبة.
يقول ياسين العمر، أحد سكان القرية، في حديثه لـ«سوريا 24»: "الوضع لم يعد يُطاق، فالمياه لا تصلنا بانتظام منذ سنوات طويلة. نحن مضطرون لشراء المياه من صهاريج خاصة بأسعار مرتفعة جدًا، وغالبًا من مصادر غير مضمونة، ما يعرض صحة أطفالنا للخطر. لا توجد رقابة حقيقية أو حلول عملية، رغم الوعود المتكررة من الجهات المعنية."
ويشير العمر إلى أن معاناة أهالي حرملة ليست حالة استثنائية، بل تشمل معظم القرى في ريف الرقة الشمالي، حيث تعاني الشبكات القديمة من أعطال متكررة وتسربات، فضلًا عن الاستخدام غير المشروع للمياه لأغراض الزراعة المنزلية من قبل بعض المستفيدين على حساب احتياجات السكان الأساسية.
من جانبه، أوضح محمد الملوح، شاب من القرية، لموقع «سوريا 24»: "التعديات على الخط الرئيسي سببت نقصًا كبيرًا في الكميات الواصلة إلينا. بعض الأشخاص يستغلون ضعف الرقابة لمد خطوط فرعية لري أشجار أو مزارع صغيرة، بينما مئات العائلات لا تحصل حتى على ما يكفيها من مياه الشرب. أصبحت المسألة تتعلق بحقنا الإنساني في الحصول على الماء، لا أكثر."
ويطالب الأهالي عبر «سوريا 24» الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لوضع خطة شاملة ومستدامة لحل الأزمة، تشمل صيانة شبكة المياه وإعادة تأهيل الخطوط المتضررة، إلى جانب منع التعديات على الشبكة ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدين ضرورة إيجاد مصادر مائية بديلة وآمنة تخفف من الاعتماد على الصهاريج الخاصة وتضمن تزويد القرية بمياه نظيفة بأسعار مناسبة.
وفي هذا السياق، قال مصدر مسؤول في مكتب المياه التابع لمجلس الرقة المدني لـ"سوريا 24" إن المكتب على علم بالمشكلة، مشيرًا إلى أن التعديات على خطوط مياه الشرب الرئيسية أثرت سلبًا على عدد كبير من القرى في ريف الرقة الشمالي، مضيفًا: "يعتزم المكتب خلال الفترة المقبلة إطلاق حملة واسعة لإزالة التعديات ومخالفة المتجاوزين، إلى جانب خطة لتوسعة بعض الخطوط الرئيسية وتحسين الضخ في المناطق التي تعاني ضعفًا في التزويد، بما في ذلك قرية حرملة."
ويأمل أهالي قرية حرملة أن تتحول هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة على الأرض، بعد سنوات طويلة من المعاناة والانتظار، لتعود المياه إلى منازلهم بشكل منتظم وآمن، وينتهي فصل طويل من العطش والمعاناة اليومية التي أرهقتهم.