السبت, 18 أكتوبر 2025 12:25 PM

أهالي تلبيسة يطالبون بتفعيل "النافذة الواحدة" لتسهيل استخراج الوثائق وتخفيف الأعباء

أهالي تلبيسة يطالبون بتفعيل "النافذة الواحدة" لتسهيل استخراج الوثائق وتخفيف الأعباء

تتزايد مطالب أهالي منطقة تلبيسة في ريف حمص الشمالي بإعادة تفعيل "النافذة الواحدة" ودائرة النفوس في مدينتهم، وذلك بعد توقفهما عن العمل منذ تحرير المنطقة، الأمر الذي يضطر السكان إلى السفر مسافات طويلة إلى مدينة حمص لاستخراج أبسط الوثائق الرسمية. يأتي هذا في ظل معاناة يومية تتضمن ازدحامًا شديدًا وتكاليف نقل مرتفعة وانتظارًا طويلاً في طوابير الدوائر الحكومية.

أوضح إبراهيم ياسين، أحد سكان المنطقة، في حديث لمنصة إخبارية أن "النافذة الواحدة كانت تعمل في عهد النظام السابق، وكانت تسهل على الأهالي استخراج القيد العائلي والبيانات الشخصية دون عناء". وأضاف: "بعد تحرير المنطقة، توقف المكان تمامًا عن العمل، ولم يعد بإمكاننا سوى التوجه إلى حمص، رغم البعد والصعوبات".

وأشار ياسين إلى أن "مديرية المنطقة سبق أن تقدمت بطلب رسمي إلى وزارة الداخلية لإعادة تفعيل دائرة النفوس والنافذة الواحدة"، مشددًا على أن "الدوائر، لو عادت للعمل، ستخدم نحو 20 قرية من ريف حمص الشمالي، خصوصًا تلك القريبة من تلبيسة". ولفت إلى أن "سكان القرى البعيدة يتحملون تكاليف مالية كبيرة جدًا جراء تكرار التنقل بين قراهم ومدينة حمص".

من جانبه، أكد الدكتور سليم طه، عضو لجان الأحياء في تلبيسة، في حديث مماثل، أن "الحاجة إلى عودة هذه الدوائر أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى". وأشار إلى أن "النافذة الواحدة كانت تشهد ضغطًا كبيرًا حتى في السابق، فما بالك اليوم بعد توقفها الكامل؟". وأضاف: "هناك وعود قريبة من الجهات المعنية بإعادة تشغيل الدوائر الحكومية في تلبيسة، وعلى رأسها النافذة الواحدة ودائرة النفوس".

وأكد طه أن "إعادة تفعيل هذه الخدمات سيوفر على الأهالي الكثير من الوقت والمال، خصوصًا أن استخراج أكثر من وثيقة ثبوتية يتطلب زيارات متكررة إلى حمص، ما يزيد من الأعباء المالية والنفسية". كما أشار إلى وجود "مطالبات شعبية بإعادة إمكانية استخراج وثيقة 'غير محكوم' محليًا، دون الحاجة للسفر"، معتبرًا أن "جميع هذه الخطوات تعد ضرورية لتخفيف المعاناة اليومية عن كاهل السكان".

من جهته، أوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة تلبيسة، عبد المجيد الشعبان، أن "المشكلة من مديرية النفوس بمدينة حمص، والأمر مجرد وعود"، مضيفًا: "كان عندنا اجتماع مع مدير المنطقة وطرحنا الموضوع". وتابع: "في شهر شباط، طلبنا من محافظ حمص إعادة تفعيل دائرة النفوس، وتم إرسال الطلب إلى المديرية، وبسبب تغيير الإدارة تعثر الأمر، وتحدثت مع مسؤول النوافذ في محافظة حمص، فوعدنا خيرًا".

وزاد قائلاً: "أما بالنسبة للأحوال المدنية، فالعقبة من المديرية الأساسية في حمص، وهناك في كل مرة أعذار، منها أن تلبيسة ليست أولوية، ومرة أعذار أخرى، ولكن وحسب مدير المنطقة، سيتم تفعيل دائرة النفوس بنهاية العام، لكن غير معروف متى سيتم تفعيل النافذة الواحدة".

يُذكر أن منطقة تلبيسة، التي تقع على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال شرق مدينة حمص، تعد من المراكز الحيوية في الريف الشمالي، وتشهد كثافة سكانية متزايدة، ما يجعل الحاجة إلى خدمات إدارية محلية أكثر إلحاحًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان. وفي انتظار استجابة الجهات المعنية، يبقى أهالي تلبيسة وقراها يأملون أن تترجم الوعود إلى خطوات فعلية على الأرض، تعيد لهم جزءًا من كرامتهم وراحتهم في استخراج أبسط حقوقهم المدنية دون عناء أو تكلفة باهظة.

مشاركة المقال: