في هذا اليوم المضيء ببركة السماء، يرى المهندس نضال رشيد بكور أن الوجود يهدأ قليلاً، وكأنّ الكون يأخذ نفساً عميقاً بعد طول اضطراب. تتراجع الأصوات، وتبقى في القلب نغمةٌ واحدة، نغمة الإيمان، التي تُعيد للروح توازنها، وللنفس يقينها بأنّ خلف كلّ غيابٍ حكمة، وخلف كلّ تأخيرٍ لطفاً لا يُرى.
ويضيف بكور: يا صديقي، ما الحياة إلا رحلةٌ بين خوفٍ ورجاء، وبينهما مساحةٌ يسكنها الرضا. ومن عرف الله حقّ المعرفة، أدرك أن الطمأنينة ليست أن يخلو طريقه من الشوك بل أن يمشي فوق الشوك وهو واثقٌ أن الله يمسك بيده.
يوم الجمعة ليس مجرّد يومٍ في التقويم بل نافذةٌ تُفتح من القلب نحو السماء ليغسل الذكر ما علق بالنفس من غبار الأيام، ولتعود الأرواح إلى أصلها الأول: إلى الصفاء، إلى النور، إلى السكون الجميل.
ويختتم المهندس نضال رشيد بكور قائلاً: فليكن دعاؤك اليوم هادئاً لا صاخباً ولْتُهمس به كما تُهمس الأسرار العزيزة فالله يسمع الصمت كما يسمع الكلام ويعلم ما في القلب قبل أن تنطق به الشفاه. جمعةٌ مباركة تتدلّى فيها الطمأنينة على أرواحكم كما يتدلّى الضوء على الغصون بعد المطر تقبل الله طاعتكم (أخبار سوريا الوطن-1).