أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عن اتفاق يقضي بانضمام سوريا إلى المنظومة الإقليمية المتقدمة للمدفوعات عبر الحدود (منصة بُنى) التي أنشأها صندوق النقد العربي، واصفاً ذلك بأنه خطوة هامة في سبيل تحديث أنظمة الدفع والتحويلات المالية في سوريا.
أوضح الحصرية، في منشور على صفحته الشخصية على فيسبوك، أن هذا الاتفاق جاء خلال لقاء جمعه برئيس صندوق النقد العربي، فهد التركي، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن. وقد بحث الجانبان فرص الدعم الفني وبناء القدرات التي يمكن أن يقدمها الصندوق لسوريا في المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بدعم جهود الإصلاح في المصرف المركزي السوري.
أكد الحصرية أن هذه الخطوة ستمكن المؤسسات المالية في سوريا من إرسال واستقبال المدفوعات بالعملات العربية والدولية بكفاءة وسرعة أكبر وبتكاليف أقل، مما يسهم في تحسين تجربة العملاء وتعزيز خدمات الدفع، بما في ذلك الدفع الفوري.
كما توجه الحصرية بالشكر والتقدير لصندوق النقد العربي على دعمه المستمر وتعاونهم البناء، مؤكداً على ضرورة تعزيز الشراكة معه في خطوات قادمة تواكب تطلعات سوريا نحو بناء نظام مالي حديث ومتكامل وفعال، يلبي احتياجات الاقتصاد الوطني ويرتقي بمستوى الانسجام مع التحولات الإقليمية والدولية.
يُذكر أن منصة "بُنى" هي نظام إقليمي مركزي ومتعدد العملات، يتيح للمؤسسات المالية، بما فيها البنوك المركزية والتجارية، تنفيذ عمليات الدفع عبر الحدود ضمن المنطقة العربية وخارجها باستخدام العملات العربية والرئيسية العالمية. وقد أطلق صندوق النقد العربي هذه المنصة لتوفير خدمات المقاصة والتسوية للمدفوعات المستوفية لمعايير الأهلية، سواء بين الدول العربية أو مع شركائها التجاريين حول العالم.
وفي سياق متصل، التقى الحصرية بالرئيس التنفيذي لمجموعة فيزا للأسواق العالمية، أوليفر جينكن، المسؤول عن إدارة أعمال الشركة في أكثر من 200 دولة وإقليم حول العالم، حيث تم بحث آفاق التعاون الممكنة بين الجانبين في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الانفتاح الاقتصادي وتطوير القطاع المالي في سوريا.
استعرض الجانبان فرص دخول "فيزا" إلى السوق السورية، بما يسهم في دعم تطوير البنية التحتية لقطاع المدفوعات الرقمية، وتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني، وتمكين المؤسسات المالية من تقديم خدمات حديثة وآمنة للمواطنين والشركات. ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الاجتماعات التي يعقدها مصرف سوريا المركزي مع شركاء دوليين، بهدف الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، وتحفيز الابتكار المالي بما ينسجم مع التوجهات الوطنية في تعزيز الشمول المالي وتحسين جودة الخدمات المالية.
كما ناقش حاكم مصرف سوريا المركزي مع رئيس وزراء فرنسا الأسبق، دومينيك دوفيلبان، وممثل عن شركة Oberthur Fiduciaire الفرنسية المتخصصة في طباعة العملات، آخر التطورات المالية والاقتصادية، ومشروع إصدار العملة السورية الجديدة.
تناول النقاش عدة محاور مهمة، أبرزها سبل إصلاح السياسة النقدية في سوريا، بما يعزز استقرار الاقتصاد الوطني، والاستفادة من التجربة الفرنسية الرائدة حين أطلقت فرنسا عملتها الجديدة في العام 1960 ضمن إصلاحات الجمهورية الخامسة، وأهمية تعزيز الثقة بالليرة السورية من خلال إجراءات فعالة ومدروسة.
تشارك سوريا ضمن وفد رسمي برئاسة وزير المالية في أعمال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين منذ 14 تشرين الأول الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن.