السبت, 18 أكتوبر 2025 02:35 PM

تقرير بريطاني يكشف أوجه التشابه المذهلة بين حرب غزة 2023 واجتياح بيروت 1982

تقرير بريطاني يكشف أوجه التشابه المذهلة بين حرب غزة 2023 واجتياح بيروت 1982

قارنت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير حديث بين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023 والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، مشيرةً إلى أن الأنماط تتكرر بشكل لافت على الرغم من اختلاف التفاصيل.

أوضح التقرير أن ما يحدث في غزة اليوم ليس إلا تكراراً لمشاهد مأساوية شهدتها بيروت عام 1982، مؤكداً أنه في كل مرة يتدخل فيها رئيس أميركي لوقف ما وصفه بـ"المجازر الإسرائيلية"، يعود الصراع بأشكال أعنف وتظهر حركات أكثر تطرفاً.

يشير التقرير إلى أن العالم شاهد في الحالتين حرباً تنقل مباشرة عبر الشاشات، ففي بيروت ساعدت الأقمار الصناعية على بث صور الغارات، بينما نقلت وسائل التواصل الحديثة مأساة غزة لحظة بلحظة.

كما كررت إسرائيل نفس الخطاب من خلال التشكيك في أعداد الضحايا، واتهام الطرف الآخر باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وتحميله مسؤولية الكارثة.

يرى كاتب التقرير أن أوجه التشابه مذهلة رغم اختلاف السياقات، فحرب غزة جاءت بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2023، بينما كانت عمليات منظمة التحرير الفلسطينية محدودة في عام 1982.

يستعرض التقرير الأحداث التي أعقبت وقف إطلاق النار عام 1982، حيث تفككت منظمة التحرير الفلسطينية، واغتيل الرئيس المنتخب بشير الجميل في لبنان، ووقعت مجازر صبرا وشاتيلا بمشاركة إسرائيلية "غير مباشرة".

ويذكر التقرير أن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال تحولت بعد ذلك إلى "هجمات انتحارية" نفذها لبنانيون، ومن رحم تلك الفوضى وُلد حزب الله، الذي لا يزال يشكل تهديداً لإسرائيل حتى اليوم.

يتساءل الكاتب جيسون بيرك: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟".

ويربط بيرك بين تلك الحقبة وظهور الحركات الإسلامية التي يصفها بالمتشددة في المنطقة بعد انهيار القوى اليسارية والقومية التي كانت تتبنى مشاريع تغيير علمانية.

ويوضح التقرير أن العنف الإسرائيلي والحروب الأهلية أدّيا إلى تدمير البنى السياسية المعتدلة، مما أفسح المجال أمام التيارات الدينية الراديكالية التي وجدت في الإيمان وسيلة للتعبئة والانتقام.

ويرى بيرك أن ما يحدث اليوم في غزة قد يؤدي إلى النتيجة نفسها، حيث إن سحق القوى المدنية والمعتدلة يفتح المجال أمام صعود جماعات أكثر تطرفاً.

ويشير التقرير إلى أن الغرب في الثمانينيات تخلى عن البحث في "جذور العنف"، واكتفى بتصوير من يعتبرهم "إرهابيين" كمجانين أو أدوات بيد الآخرين، متجاهلاً العوامل الاجتماعية والسياسية التي تدفعهم إلى حمل السلاح، وهو خطأ ما زال يتكرر.

ويختتم الكاتب بالقول إن النتيجة قد تكون جولة جديدة من الهدوء المؤقت يعقبها انفجار أعنف، ما لم تتعلم الأطراف دروس الماضي حقاً، مؤكداً: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟". (الجزيرة نت)

مشاركة المقال: