السبت, 18 أكتوبر 2025 04:03 PM

تصاعد العنف ضد النساء في سوريا: جرائم غامضة في درعا وطرطوس ومدن أخرى

تصاعد العنف ضد النساء في سوريا: جرائم غامضة في درعا وطرطوس ومدن أخرى

منذ بداية شهر تشرين الأول الجاري، شهدت مناطق مختلفة في سوريا تصاعدًا مقلقًا في الجرائم التي تستهدف النساء. تتنوع هذه الجرائم في سياقاتها، لكنها تتفق في قسوتها، غموضها، وغياب المحاسبة. خلال أسبوعين فقط، وثق ناشطون خمس حالات قتل استهدفت نساء في حمص، درعا، طرطوس، ودير الزور. معظم هذه الجرائم نُفذت على يد مجهولين، ولا تزال دوافعها غير معروفة، وسط تكتم رسمي أو روايات متضاربة.

الضحايا هن معلمات، أمهات، وسيدات مجهولات الهوية. بينما بدأت الجهات الأمنية تحقيقاتها في بعض هذه الحوادث، إلا أن وتيرة العنف ووحدته تثير أسئلة جدية حول مؤشرات العنف المتزايد ضد النساء، وأسباب تصاعده، وتكرار استهدافهن في الأماكن العامة.

يوم الجمعة، نُقل خبر مقتل السيدة "خيرية محمد علي الفضيل" جراء استهدافها بالرصاص من قبل مجهولين في مدينة نوى بريف درعا الغربي، دون تفاصيل إضافية حول الجريمة. وقبل ذلك بيومين، ذكر الصحفي "هيثم محمد" على الفيسبوك أنه تم العثور على جثة سيدة مقتولة وملقاة على كورنيش مدينة طرطوس، وكانت مكبلة اليدين ومجهولة الهوية. وأشار "محمد" إلى أن الأمن الداخلي نقل الجثمان إلى المشفى الوطني، بينما بدأ الأمن الجنائي تحقيقاته لكشف ملابسات الجريمة. وحتى الآن، لا توجد معلومات جديدة حول هذه الجريمة التي هزت مدينة طرطوس.

وفي وقت سابق من شهر تشرين الأول الجاري، هزت جريمة قتل المعلمة "ليال غريب" في حمص أمام مدرستها "وليد النجار" بجب الجندلي الشارع الحمصي. وبحسب المتداول، فإن "ليال" أم لأربعة أطفال، وتعرضت لإطلاق النار أثناء دخولها إلى المدرسة، فيما أشارت بعض المصادر إلى ارتباط جريمة قتلها بدوافع طائفية.

وفي دير الزور، قتلت السيدة "عبير العايش" برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في حي الضاحية، بينما أصيبت سيدة أخرى هي "سناء عبود الجدعان". ومرة أخرى، غابت المعلومات عن الجريمة، فلا الفاعل معروف ولا السبب.

لا يقتصر استهداف النساء على القتل، بل تصاعدت حدة عمليات اختفاء النساء في مناطق الساحل السوري، حيث سُجلت عدة حوادث اختفاء لنساء، عادت 3 منهن بعد أيام قليلة دون أي توضيحات. من بينهن "نعمى ابراهيم" من "طرطوس"، و"هديل جداري" من اللاذقية، والتي ظهرت في فيديو لم توضح فيه أي تفاصيل باستثناء تأكيد خبر عودتها. وعادت "سمر اسماعيل" كذلك إلى حضن عائلتها بعد 3 أيام من الاختفاء من دون أي معلومات أخرى، بينما تداول ناشطون صورة لسيدة يبدو أنها تعرضت لضرب شديد.

وفي شهر أيلول الفائت، تعرضت الشابة "روان" من ريف حماة، لاعتداء جنسي. وعلى الرغم من أن القضية تحولت إلى قضية رأي عام، وأكدت الجهات المعنية أنها تتابع التحقيقات، إلا أنه وحتى اللحظة لا جديد في الجريمة.

وترى ناشطات نسويات أن استمرار استهداف النساء سببه عدم وجود إرادة جدية في محاسبة الجناة، وغياب منظومة قانونية تحمي النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى الثقافة المجتمعية التي تميل إلى تبرير العنف أو الصمت عنه. ويؤكدن أن التعامل مع هذه القضايا غالباً ما يكون ظرفياً ومرتبطاً بضغط الرأي العام، لا بمنظور حقوقي مستدام.

وكان شهر شباط الأقسى على النساء، حيث وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 37 امرأة خلاله. واللافت في هذه الحوادث، أنها تجري في أماكن عامة وأحياناً في وضح النهار، ما يجعلها بمثابة رسائل ترهيب مجتمعية تستهدف النساء.

مشاركة المقال: