عبد الباري عطوان
لم يكن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقناة "فوكس بيزنس" مفاجئًا، حيث أعرب عن أمله في توسيع "اتفاقات ابراهام" بعد وقف الحرب في غزة، متمنيًا انضمام المملكة العربية السعودية وإندونيسيا بعد اتصالات مع مسؤولين من البلدين.
هذه "التمنيات" سمعناها من ترامب سابقًا، وكذلك الرد السعودي المشروط بإقامة دولة فلسطينية. فما الجديد في هذا الطرح؟ وهل تغير الموقف السعودي؟
لم يصدر رد سعودي رسمي على تصريحات ترامب. عدم مشاركة ولي العهد السعودي في قمة شرم الشيخ، وغياب وزير الخارجية عن توقيع "وثيقة السلام" يعزز هذا الاحتمال. الوثيقة وقعها رئيس الدولة المضيفة (مصر)، والرئيس ترامب، ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، علمًا بأن مصر وتركيا تقيمان علاقات مع دولة الاحتلال.
الرئيس ترامب يرفض حل الدولتين، وعارض المؤتمر السعودي الفرنسي في نيويورك الذي اعترف فيه 150 دولة بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، بل وحاول تخريبه.
زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في نوفمبر قد تكشف تفاصيل جديدة، خاصة مع الحديث عن اتفاقية دفاعية مشتركة مماثلة للاتفاقية القطرية التي تعتبر أي هجوم على قطر هجومًا على الولايات المتحدة.
في خطابه بالكنيست، أشاد ترامب بالمليارديرة الصهيونية ميريام أديلسون، المعروفة بدعمها المطلق لدولة الاحتلال. فكما اشترى زوجها الراحل شيلدون أديلسون ترامب بالتبرعات مقابل الاعتراف بالقدس عاصمة ونقل السفارة وضم الجولان، قد تكون ميريام قد حصلت على تعهد بدعم حرب الإبادة في غزة وتوسيع التطبيع.
توسيع "سلام ابراهام" يعتبر "مكافأة" لنتنياهو على المجازر في غزة، حرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي التي أدت إلى استشهاد 70 ألف فلسطيني وإصابة 250 ألفًا آخرين، وتدمير 95% من المنازل والمباني.
الحرب لم تنته، وقوات الاحتلال ما زالت في نصف القطاع، واخترقت الاتفاق أكثر من 50 مرة.
نتمنى ألا نقع في المصيدة الأمريكية بتوسيع التطبيع ومكافأة نتنياهو. المقاومة ما زالت قوية، ولم ولن تتخلى عن سلاحها. نتنياهو لم يحقق أهدافه بتدمير حماس أو إخلاء القطاع أو سرقة ثرواته.
الحذر مطلوب، ورفض التطبيع قمة الحكمة. ترامب أمامه عام واحد فقط قبل انتخابات 2026 التي تشير استطلاعات الرأي إلى خسارته فيها بسبب دعمه للكيان وحرب الإبادة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم