الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 04:35 PM

تصعيد في القنيطرة: إسرائيل تتجاهل دعوات ترامب وتتوغل في الأراضي السورية

تصعيد في القنيطرة: إسرائيل تتجاهل دعوات ترامب وتتوغل في الأراضي السورية

في تحدٍّ لدعوات التهدئة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدد الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، توغلاته في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا. وأفادت قناة الإخبارية السورية بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بدبابتين و10 آليات عسكرية محمّلة بالجنود في قرية الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة".

وأضافت القناة في خبر مقتضب أن القوات الإسرائيلية "تقوم بتفجير سرية عسكرية مهجورة" في المنطقة، دون مزيد من التفاصيل. ويأتي هذا التوغل بعد سلسلة توغلات مماثلة نفذتها إسرائيل في ريف القنيطرة يوم الاثنين، عقب مواقف أعلنها ترامب في إطار مساعي التهدئة بين الجانبين.

وقد جاء التوغل الأخير بعد وقت قصير من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتصال هاتفي بين الأخير وترامب، على خلفية مساع أمريكية لتهدئة التوترات بين الجانبين بعد عملية التوغل في بلدة بيت جن جنوبي سوريا، وفق هيئة البث العبرية.

وذكرت الهيئة أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل وسوريا بعد الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، والذي أصيب فيه 6 جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت عليهم في قرية بيت جن جنوب سوريا".

وقبل ذلك بوقت قصير الاثنين، طالب ترامب إسرائيل بالمحافظة على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، وضمان عدم حدوث "أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة". وقال ترامب في تدوينة على منصته "تروث سوشال": "من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".

ويوم الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط. وعقب ذلك، ارتكبت إسرائيل مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن استشهاد 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.

والاثنين، نفذت القوات الإسرائيلية توغلين منفصلين في ريف القنيطرة، وأطلقت النار على منازل سكنية في قرية أبو قبيس. ولم يصدر تعليق رسمي من دمشق بشأن تلك التوغلات وما نتج عنها، إلا أنها تدين انتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، وتؤكد التزامها باتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.

ومؤخرا تصاعدت انتهاكات إسرائيل في القنيطرة، ويشتكي سوريون من التوغلات في أراضيهم الزراعية مصدر رزقهم الوحيد. وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية – سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/ كانون الأول 2024.

ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.

مشاركة المقال: