أكد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، أن التحول الذي تشهده الدبلوماسية السورية اليوم يمثل منعطفاً تاريخياً يهدف إلى إعادة تقديم سوريا بصورة مشرقة تعكس حضارتها ومكانتها، بعد سنوات من السياسات التي اعتمدها النظام البائد والتي أدت إلى تشويه صورتها.
وفي مقابلة مع قناة الإخبارية السورية، أوضح الشيباني أن الدبلوماسية السورية الجديدة نجحت في إيصال صوت الشعب السوري إلى العالم، والتعبير عن تطلعاته، ومعالجة آثار المرحلة السابقة. وشدد على أن الحكومة الحالية، المنبثقة من رحم الثورة السورية، تتفهم معاناة الشعب وتسعى لتمثيله بصدق ومسؤولية.
وأشار الشيباني إلى أن السياسة الخارجية السورية الحالية تبتعد عن الاستقطاب والمحاور، وتنتهج الحوار والانفتاح والتعاون المتوازن مع جميع الأطراف. كما تعمل على دعم جهود إعادة الإعمار، ورفع العقوبات الاقتصادية، وتأمين عودة كريمة للاجئين السوريين. وأكد أن سوريا باتت تُذكر في المحافل الدولية كدولة فاعلة تتطلع إلى المستقبل بثقة وثبات.
واعتبر الشيباني أن مشاركة سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل حدثاً تاريخياً وإنجازاً على الصعيد الدولي، حيث ساهمت في إبراز دور دمشق وصوت شعبها أمام المجتمع الدولي بشكل مباشر.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الأخرى، أوضح وزير الخارجية أن العلاقات مع الدول العربية تشهد تقدماً ملحوظاً، وأن العلاقات مع الدول الصديقة مثل روسيا والصين تسير باتجاه إعادة بناء متوازن قائم على الاحترام المتبادل، بما يخدم مصالح الشعب السوري. وأكد أن أي مفاوضات أو اتفاقيات مستقبلية ستراعي حقوق السوريين ومبدأ العدالة الانتقالية.
وأكد الشيباني أن سوريا تتعامل مع الملف الروسي بعقلانية ورويّة، انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على السيادة الوطنية وعدم السماح بعودة أي شكل من أشكال التبعية أو الارتهان. وأشار إلى أن الاتفاقيات التي أبرمها النظام البائد مع الجانب الروسي ما زالت قيد التقييم، وأن المشاورات الجارية بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا تهدف إلى إعادة تحديد طبيعة هذا الوجود ودوره في المرحلة المقبلة.
وبخصوص العلاقة مع الصين، قال الشيباني إنها شهدت تصحيحاً بعد أن كانت تقف سياسياً إلى جانب النظام البائد، وأعلن عن زيارة رسمية مرتقبة إلى بكين بدعوة من الحكومة الصينية.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع لبنان، أكد وزير الخارجية والمغتربين أن سوريا ماضية في تصحيح علاقاتها مع لبنان على أسس الاحترام المتبادل والتعاون، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية تعمل على تجاوز الإرث السلبي الذي خلفه النظام البائد وبناء علاقات طبيعية تقوم على التعاون والتكامل. وأوضح أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان يحظى باهتمام خاص، وأن العمل جارٍ لتنظيم عودة كريمة ومستدامة لهم، بالإضافة إلى متابعة ملف الموقوفين السوريين في لبنان.
وحذر الشيباني من أن إسرائيل لديها مشروع توسعي وممارساتها تعزز عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة، مؤكداً أن دمشق ترفض أي شكل من أشكال التقسيم والفيدرالية.
وحول الأوضاع في محافظة السويداء، شدد الشيباني على أن الحكومة السورية تتعامل مع ملف السويداء كقضية إنسانية داخلية بعيداً عن أي استغلال سياسي، وأن أبناء السويداء جزء أصيل من النسيج الوطني السوري.
وبشأن ملف قوات سوريا الديمقراطية، أوضح وزير الخارجية أن الحكومة تواصل الحوار مع ممثلي "قسد" بهدف دمج مؤسسات المنطقة في مؤسسات الدولة، مؤكداً أن الحل سيكون وطنياً توافقياً يضمن وحدة البلاد واستقرارها.
واختتم الشيباني حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء وسلام، تتطلب جهداً مضاعفاً لترسيخ حضور سوريا العربي والدولي، وصون حقوق شعبها وتضحياته.