كشف وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن تفاهمات وترتيبات مسبقة بين إدارة العمليات العسكرية والقوات الروسية في سوريا، وذلك قبل أيام قليلة من سقوط النظام البائد. وأوضح الشيباني في مقابلة مع الإخبارية السورية مساء السبت، أنه التقى بالروس بتوجيه من الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي كان قائداً للعمليات العسكرية آنذاك، في السادس من كانون الثاني/ ديسمبر من العام الماضي، بهدف تحييد القوات الروسية عن القتال إلى جانب الأسد.
وأضاف أن إدارة العمليات العسكرية أكدت للروس، عبر وفد مفاوض، أن ما يجري هو تغيير للنظام وليس للتحالفات التي عقدها، وأن هذه التحالفات ستبقى بما يحافظ على مصلحة الشعب السوري. وأشار إلى أن الحكمة في أي انتصار تتجلى بالتصرف باستراتيجية طويلة الأمد، دون أن تنعكس سلباً على مصالح البلد والشعب.
في المقابل، أكد الشيباني أن "الانطلاق نحو روسيا جاء بشكل متدرج"، وأن "هناك اتفاقيات عقدت سابقاً مع الجانب الروسي لن نقبل بها". وأضاف أن الحكومة تبحث مع روسيا مراجعة الاتفاقيات المبرمة في عهد النظام البائد، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقواعد العسكرية الروسية. ونوه بعدم توقيع أي اتفاقيات جديدة حتى الآن مع الروس، مشيراً إلى أن القواعد الروسية هي حاليًا موضع تفاوض وإعادة تقييم لدورها، وأن القوات الروسية قلصت انتشارها على الأراضي السورية، وبات تواجدها يقتصر على قاعدتي حميميم وطرطوس.
وقال الوزير إن "الوجود الحالي يُمكن اعتباره مُعلقًا، ومن الضروري تحديد شكل الوجود الروسي في حال بقائه". كما لفت إلى أن هذه القضايا طرحت خلال محادثات الشرع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل أيام. وكان الشرع قد زار موسكو، يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، حيث عقد أول لقاء له مع نظيره فلاديمير بوتين، بهدف "إعادة ضبط" العلاقات بين البلدين.