الإثنين, 20 أكتوبر 2025 01:58 AM

أيهم أوسو: من ملاعب السويد إلى قيادة دفاع المنتخب السوري

أيهم أوسو: من ملاعب السويد إلى قيادة دفاع المنتخب السوري

على الرغم من التحديات التي تواجه اللاعبين السوريين في الاحتراف الخارجي، تمكن البعض، ممن ولدوا في الخارج أو انتقلوا مع عائلاتهم كلاجئين أو مهاجرين، من إثبات وجودهم. من بين هؤلاء المدافع أيهم أوسو، الذي فرض اسمه بهدوء في الملاعب الأوروبية، مقدماً نموذجاً للاعب شاب طموح يجمع بين الموهبة والانضباط.

ولد أيهم أوسو في 9 كانون الثاني 2000 في قرية مولندال التابعة لمدينة غوتنبرغ السويدية، وبدأ مسيرته الاحترافية مع نادي فاسترا فرولوندا السويدي. تسارعت مسيرة أيهم أوسو، حيث وقع عقده الاحترافي الأول مع نادي بي كي كاهن في الدوري السويدي الممتاز. ثم انتقل إلى نادي إسكيلستونا، وشارك مع الفريق في 15 مباراة، سجل خلالها هدفاً وتلقى أربع بطاقات، منها ثلاث صفراء وبطاقة حمراء واحدة.

بعد ذلك، خاض تجربة قصيرة ومؤقتة مع نادي غايس غوتبورغ، وشارك معه في تسع مباريات، تلقى فيها بطاقتين، واحدة حمراء وأخرى صفراء. وكانت المحطة الأبرز في مسيرة أوسو الاحترافية حين انتقل إلى التشيك، ووقع عقده مع نادي سلافيا براغ، أحد أبرز الأندية في البلاد. شارك أوسو مع الفريق التشيكي في 48 مباراة، سجل خلالها هدفين وصنع هدفاً، لكنه تلقى ثلاث بطاقات حمراء وثماني بطاقات صفراء.

أداء أوسو المميز دفع نادي بي كي كاهن السويدي لاستعادته، حيث لعب مع فريقه في سبع مباريات، ثم عاد إلى نادي سلافيا براغ، وشارك في مباراة واحدة، ومن ثم تعرض للإصابة.

أول مدافع سوري في الدوري الإسباني

سجل أيهم أوسو اسمه في التاريخ كأول قلب دفاع سوري يظهر في الدوري الإسباني. رحلة أوسو لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالإصرار والطموح، وأصبح نموذجاً للاعب السوري المحترف الذي تحدى الصعوبات وفرض اسمه في أحد أبرز الدوريات العالمية. انتقل أوسو إلى نادي قادش الإسباني بعد مسيرة كبيرة في السويد والتشيك، وكان هذا الانتقال إيجابياً ومثالياً.

كانت صفقة أوسو مع قادش بمثابة صفقتين للنادي، الأولى انضمام لاعب خبير، والثانية اهتمام جماهيري عربي بالنادي الإسباني. استغل قادش الشعبية الكبيرة لأوسو، وتعمد إقحام صورة اللاعب في التشكيلة الأساسية. وعلى الصعيد الفني، قدم أوسو أداءً كبيراً مع قادش، حيث شارك في ست مباريات، لم ينل فيها أي إنذار، لكن مسيرته مع النادي لم تكتمل بعد هبوط قادش إلى دوري الدرجة الثانية، مما دفعه للمغادرة.

على الرغم من صغر سنه، خاض أيهم أوسو العديد من التجارب الأوروبية، وبعد محطته المميزة في إسبانيا، انتقل إلى بلجيكا، وتحديداً من بوابة شارلروا. لم يكن المدافع السوري مجرد لاعب، بل كان قائداً حقيقياً في الميدان، واتسم موسمه الأول مع شارلروا باللعب النظيف، حيث تلقى ثلاث بطاقات صفراء في 26 مباراة. وبفضل صلابته وتفانيه، حاز شارة قيادة فريق شارلروا البلجيكي في موسمه الثاني، ليصبح اللاعب الذي يقود الفريق ويضبط إيقاعه في الملعب. وتبلغ قيمة اللاعب 2.5 مليون يورو، وفق موقع “ترانسفير ماركت” المختص بأرقام وإحصائيات اللاعبين.

العمود الفقري للمنتخب السوري

على عكس بقية اللاعبين، التحق أيهم أوسو بركب المنتخب السويدي، وشارك مع فئة تحت 19 عاماً في ثلاث مباريات، ومع منتخب تحت 23 عاماً في ثماني مباريات، ولعب مع المنتخب الأول مباراة واحدة عام 2022. وبعد ذلك قرر أيهم أوسو الانضمام إلى المنتخب السوري، ليشكل إضافة نوعية لخط الدفاع، بفضل خبرته في الملاعب الأوروبية وصلابته البدنية وقدرته العالية على قراءة اللعب. شارك في جميع مباريات منتخب سوريا بكأس آسيا، وأعاد دخوله إلى المنتخب التوازن إلى المنظومة الدفاعية، وجعل منه إحدى الركائز الأساسية، تحت قيادة المدرب السابق هيكتور كوبر، والمدير الفني الحالي، خوسيه لانا.

مشاركة المقال: