أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الخميس 16 تشرين الأول، عن إلقاء القبض على نمير الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، في عملية أمنية في ريف اللاذقية.
أوضح المكتب الصحفي في الوزارة لعنب بلدي أن نمير بديع الأسد، وهو من أبناء عمومة الرئيس السابق، اعتُقل مع عدد من مرافقيه في عملية أمنية بالقرداحة.
ذكر العميد عبد العزيز الأحمد، قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، في بيان أنه بناءً على معلومات دقيقة ورصد ميداني، تمكنت الوحدات الأمنية في مديرية الأمن الداخلي بمنطقة القرداحة، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب، من القبض على نمير بديع الأسد، شقيق وسيم بديع الأسد، وعصابته.
وبحسب قائد الأمن الداخلي، جاءت العملية بعد قيام العصابة بقتل المواطن ربيع حميشة ومحاولة اختطاف الطفل عمار حميشة من محطة وقود في قرية دبيقة بريف القرداحة.
وكشفت تحقيقات الداخلية أن نمير استغل قرابته من رئيس النظام السابق في تشكيل وإدارة شبكات إرهابية منظمة، متورطة في جرائم القتل والخطف والابتزاز والسلب المسلح بحق المدنيين في عدة محافظات.
أضاف البيان أنه ثبت إشرافه على معامل لتصنيع المخدرات وترويجها وتهريبها إلى دول الجوار، بالإضافة إلى تورطه في الهجوم المسلح الذي وقع في آذار الماضي على مواقع لقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع ببلدة صلنفة بريف الحفة.
وأكدت الداخلية إحالة نمير إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، تمهيدًا لتقديمه إلى القضاء المختص لينال جزاءه العادل وفق القانون.
من هو نمير الأسد؟
نمير بديع الأسد، من مواليد سوريا عام 1982، وهو من عائلة الرئيس السابق، بشار الأسد، والأخ الأصغر لوسيم الأسد. اشتهر بسطوه على شركة "الهرم" للحوالات وسط العاصمة عام 2005، ومنذ ذلك الحين، تنقل بين السجون.
قاد نمير استعصاءً في سجن دمشق المركزي (عدرا) استمر لأيام في الشهر الأول من عام 2007، ما استدعى إصدار أوامر بتأديبه في المنفردات ونقله مع أركان تمرده إلى سجن صيدنايا العسكري، وفقًا لمادة توثيقية للباحث والكاتب حسام جزماتي.
نمير متهم في عدة قضايا جنائية تشمل الخطف والسرقة والاغتصاب وتشكيل عصابة مسلحة، وحكم عليه بالإعدام مرتين وثلاثة أحكام بالسجن المؤبد.
ارتبط اسمه منذ سنوات بأنشطة غير قانونية، خاصة قضايا الاحتكار والسيطرة على مشاريع حكومية واقتصادية في الساحل السوري. وتناولت تقارير إعلامية غربية وعربية علاقاته بملفات فساد واسعة النطاق وجماعات نافذة كانت تعمل على تهريب الموارد والأسلحة بين سوريا ودول الجوار خلال السنوات الأخيرة.
صدر بحقه مذكرة بجرم الاغتصاب والتهديد بالسلاح عام 2006، وثلاث مذكرات بجرم السلب والسرقة في أعوام 1999 و2002 و2003، ومذكرتا آداب بجرم لعب الميسر صدرتا في العام 1997. كما صدر بحقه مذكرة مطلوب تحت بند "إكراه الغير على عمل يضر بثروته" عام 2003، وبطاقة مطلوب بشكل خاص لشعبة الاتصال بموجب تعميم صدر عام 2005، بحسب سجلات سربها موقع "زمان الوصل".
القبض على وسيم الأسد
وكانت وزارة الداخلية قد ألقت القبض على وسيم الأسد، في 21 حزيران، وهو أيضًا من أقارب الرئيس السابق، بشار الأسد.
أوضحت الوزارة في بيان نشرته على معرفاتها الرسمية، أنه في عملية أمنية مُحكمة تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية من استدراج وسيم الأسد.
يُعد وسيم الأسد من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام السابق. وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه شملت تجميد أصوله ومنعه من السفر، في إطار الجهود الدولية للضغط على النظام السوري السابق لمحاسبة الأفراد المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والأنشطة غير القانونية.
منذ سقوط نظام الأسد، أبدت السلطة الجديدة توجهًا لمحاربة صناعة وتجارة "الكبتاجون"، الأمر الذي طمأن دول الخليج وغيرها حيال الملف. ويستمر الكشف عن معامل صناعة "الكبتاجون"، بينما تعلن وزارة الداخلية السورية عن ضبط وملاحقة المهربين والمنتجين، ومصادرة وإتلاف كميات من الحبوب المخدرة، وإلقاء القبض على المروجين والمهربين.