يعاني آلاف السكان في منطقة غرب تلبيسة بريف حمص الشمالي من أزمة حادة في الصرف الصحي، حيث يعتمدون بشكل كامل على الحفر الفنية (الجور الامتصاصية) للتخلص من مياه الصرف الصحي، وذلك نتيجة للغياب التام لشبكات الصرف الصحي في المنطقة.
أفاد محمود بويضاني، أحد سكان المنطقة، لمنصة ""، بأن المنطقة تضم أكثر من 4 آلاف حفرة فنية منتشرة بين المنازل، تُستخدم كحل وحيد للتخلص من مياه الصرف. وأوضح أن مئات العائلات تعتمد كلياً على هذه الحفر، مشيراً إلى أن منطقة غرب الطريق العام (غرب تلبيسة) تتطلب مشروعاً مكلفاً يقدر بحوالي 2 مليون دولار لتغطية مساحة تتجاوز 20 ألف دونم، وهو ما يعيق إيجاد حل جذري للمشكلة.
وأضاف البويضاني أن السكان يلجأون إلى استخدام شفاطات كهربائية لتفريغ الحفر، ثم يتم تصريف المياه في الأراضي الزراعية ومحيط المنازل، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وتلوث البيئة. وأكد أن كل منزل يعتمد على حفرة خاصة للصرف الصحي، مما يزيد من حجم الضرر على التربة والسكان والمياه الجوفية.
وأشار إلى وجود خطط قيد الدراسة لمعالجة الوضع، تتضمن تعديل البواري وربط الصرف الصحي بالخط الإقليمي، لكن هذه الخطط لم يتم تنفيذها حتى الآن.
من جهتها، وصفت المهندسة سوزان العموري من مجلس مدينة تلبيسة الوضع بـ "المأساوي وغير المسبوق". وأوضحت أن منطقة غرب الطريق العام تمثل ثلث المدينة، وأن عدم وجود شبكة صرف صحي يعود إلى عدم وجود محطة معالجة للمياه في هذه المنطقة.
وأضافت أن تكلفة إنشاء شبكة صرف صحي متكاملة في المنطقة تقدر بثلاثة ملايين دولار على الأقل، وأن الدراسة الخاصة بالمشروع موجودة، لكن المبلغ الكبير يمثل عائقاً أمام الجهات الممولة. وأشارت إلى اقتراح بتقسيم المشروع إلى مراحل، بتكلفة 700 ألف دولار لكل مرحلة، مؤكدة أن الحل ينتظر موافقة جهة ممولة، سواء كانت منظمة أو حكومة.
وأكدت المهندسة العموري أن المشكلة لا تقتصر على غرب تلبيسة، بل يواجه القطاع الشمالي نفس التحدي، لكن حله يعتبر أسهل نسبياً لوجود مصب للصرف الصحي.
ويظل غياب البنية التحتية للصرف الصحي في غرب تلبيسة تحدياً كبيراً يواجه السكان منذ سنوات، في انتظار حلول مالية وفنية قد تستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تتحقق على أرض الواقع.