الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 03:35 AM

إضراب عام واسع النطاق في قابس التونسية احتجاجاً على التلوث

إضراب عام واسع النطاق في قابس التونسية احتجاجاً على التلوث

شهدت مدينة قابس في شرق تونس يوم الثلاثاء استجابة واسعة لإضراب عام دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، وذلك احتجاجاً على التلوث وتدهور الوضع البيئي في المدينة.

أفاد الناشط في المجتمع المدني بمدينة قابس، أيمن الذيب، للأناضول، بأن جميع المحلات التجارية والأسواق والمؤسسات التربوية والإدارات الحكومية مغلقة.

وكان اتحاد الشغل قد دعا يوم السبت إلى إضراب عام في المدينة يوم الثلاثاء، وذلك بعد احتجاجات متواصلة من أهالي قابس منذ أيام للمطالبة بوقف الانبعاثات الغازية والملوثات الصادرة عن مصانع المواد الكيماوية والأسمدة في المجمع الكيميائي بالمدينة، وسط تحذيرات من تدهور بيئي وصحي.

وأضاف الذيب أن "الإضراب مطلب شعبي وشعاره الوحيد هو تفكيك وحدات الإنتاج (المصانع الكيميائية)".

وتابع: "الحلول مطلوبة من الحكومة. والمواطن يطلب فقط حقه في بيئة سليمة، فالإنسان تضرر والبحر تضرر والواحات تضررت، ولم تعد هناك حلول سوى غلق الوحدات".

من جانبه، قال صابر عمّار، الناشط في حراك "أوقفوا التلوث" بالمدينة: "الإضراب ناجح 100 بالمئة في المدينة، والأهالي تجندوا لإنجاح الإضراب والجميع يحسّ بحجم المشكل".

وأضاف عمار للأناضول أن "الإجراءات التي أعلنتها الحكومة الاثنين ليست جديدة، وهي موجودة في تقرير رسمي نشر في يوليو (تموز) الماضي، ولا تستجيب لمطالب أهل قابس المتمثلة في إغلاق الوحدات".

وتابع: "معمل المجمع الكيميائي التونسي بقابس تجاوز عمره الافتراضي وأصبح يشكل خطراً".

وأردف: "حالات الاختناق التي شهدتها مؤخرا المدينة هي نتيجة غياب الصيانة والموارد البشرية في وحدات المجمع الكيميائي".

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، تم تسجيل 35 حالة اختناق بالمدرسة الابتدائية القناينة شط السلام بمدينة قابس، وفق ما أفاد به مصدر من الحماية المدنية لراديو "ديوان إف إم" المحلي، حينها.

وشدد عمار على أن "الإجراءات المتحدث عنها تتطلب وقتا لإنجازها، في حين أن الأهالي لا يمكنهم الانتظار والمطلوب هو غلق فوري لوحدات المجمع الكيميائي".

والاثنين، وعد وزير التجهيز والإسكان التونسي صلاح الزواري، خلال كلمة أمام البرلمان التونسي، باتخاذ إجراءات "عاجلة واستثنائية" للحد من التلوث الصادر عن وحدات المجمع الكيميائي في مدينة قابس.

وشملت تلك الإجراءات استكمال مشاريع أُعلنت سابقا في قابس، للتحكم في انبعاثات الغازات من مصانع الكيماويات والأسمدة، وتحسين الوضع البيئي في المدينة بتكلفة 200 مليون دينار (66.6 مليون دولار).

في السياق ذاته، قالت الطالبة نور حمزة، عضو الاتحاد العام التونسي للطلبة بجامعة قابس: "الدروس توقفت اليوم في كامل الأجزاء الجامعية استجابة لنداء الإضراب العام".

وأضافت حمزة، في اتصال بالأناضول، أن "اتحاد الطلبة دعا لإنجاح الإضراب العام والمشاركة في التحركات المبرمجة اليوم".

ويقع المجمع الكيميائي المشيد عام 1972، في منطقة "شاطئ السلام" التي يقطنها نحو 18 ألف نسمة، وتبعد قرابة 4 كلم عن مدينة قابس.

مشاركة المقال: