أثار إعلان القائمة النهائية لأعضاء الهيئات الناخبة في مدينة رأس العين، شمالي الحسكة، انتقادات واسعة من الأهالي والوجهاء والناشطين. وكانت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا قد أصدرت في 17 تشرين الأول الحالي، القائمة النهائية التي تضم 50 اسمًا للهيئة الناخبة للدائرة الانتخابية في رأس العين بمحافظة الحسكة.
يعتقد الأهالي أن آلية الاختيار اتسمت بالغموض والتمييز وإقصاء فئات واسعة، مما أثر سلبًا على تمثيل المجتمع المحلي. وطالبوا بإعادة النظر في تشكيل الهيئات أو توسيع المشاركة لتشمل فئات أكثر، مع ضرورة نشر معايير الاختيار لضمان نزاهة العملية الانتخابية.
اتهامات بالتهميش
أشار بعض الأهالي إلى استبعاد وجهاء وعائلات "الشهداء" وأبناء الثورة، مما يقلل من شرعية الانتخابات ويزيد من شعور السكان بالإقصاء. وذكر عبد الملك بدران، أحد وجهاء رأس العين، أن اللجنة الفرعية لم تتواصل مع الفعاليات المجتمعية والسكانية، مما أثار استياءً واسعًا. وأضاف أن الاختيار تم بناءً على المحسوبيات والمعارف الشخصية، دون مراعاة النشاط الثوري أو "التضحيات التي قدمها الثوار"، مما ترك انطباعًا سلبيًا لدى الأهالي تجاه اللجنة الفرعية.
من جهته، أوضح هيثم شلش، من سكان رأس العين، أن آلية اختيار أعضاء اللجنة الفرعية كانت "مبهمة تمامًا". وأشار إلى إدراج اسمه في قائمة الترميم ثم حذفه لاحقًا دون إبداء أسباب. كما ذكر أن بعض الأسماء "مشبوهة الانتماءات" لم تُحذف، وأن اختيار الـ 50 شخصًا تم بناءً على الولاءات الشخصية وليس الكفاءات.
بدوره، قال خلف الساير، أحد وجهاء عشيرة "عدوان" في رأس العين، إن آلية الاختيار لم تكن واضحة، وإن أبرز المشكلات تمثلت في غياب اللجنة الفرعية الفعلي داخل المدينة، والاعتماد على شخصيات محسوبة على جهات محددة دون مشاركة أوسع من المجتمع المحلي. وأضاف أن إدارة اللجنة الفرعية كانت تحت تأثير بعض الأفراد، مما أثر على عملية انتقاء الناخبين، وأثار شعورًا بالتهميش، خاصة وأن هذه الانتخابات هي الأولى بعد سقوط نظام الأسد، وما صاحبها من توقعات بالحرية والشفافية.
تُعيّن الهيئة الناخبة من قبل اللجان الفرعية في المناطق، ويمكن لأعضائها الترشح لعضوية مجلس الشعب.
لجنة الانتخابات ترد
أوضح محمد ولي، عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أن اختيار أعضاء الهيئة الناخبة مر بعدة مراحل، بدأت بتشكيل اللجنة الفرعية وفتح باب الطعون للاعتراض على الأسماء المختارة، دون ورود شكاوى تُذكر. وأضاف أن اللجنة الفرعية أعدت القائمة الأولية للهيئات الناخبة بناءً على المعايير المطلوبة وبما يتناسب مع خصوصية المنطقة، ثم أصدرت قوائم الترميم بهدف تحقيق تمثيل أوسع، مع فتح باب الطعون على القائمتين، وقد تم تسجيل عدد من الاعتراضات والأخذ بها. وفي المرحلة الأخيرة، اعتمدت اللجنة الفرعية القائمة النهائية بعدد الأعضاء المخصص، ليتم إعلان قائمة دائرة رأس العين عبر معرفات اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
موعد الانتخابات
أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب عن موعد إجراء الانتخابات في جزء من محافظتي الرقة والحسكة. وذكر نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة، أن صناديق الاقتراع ستفتح في رأس العين وتل أبيض ومقر مجلس الشعب في دمشق لانتخاب ثلاثة أعضاء لمجلس الشعب. وتبقى مقاعد بقية مناطق الرقة والحسكة والسويداء شاغرة لحين توفر الظروف الأمنية والسياسية الملائمة. وأكد أن المقاعد الشاغرة لن تؤثر على موعد انعقاد جلسات مجلس الشعب أو على شرعية قراراته.
وكانت اللجنة العليا قد أصدرت قائمة المترشحين لعضوية مجلس الشعب في الدائرة الانتخابية في رأس العين وتل أبيض، بالإضافة إلى القوائم النهائية لأعضاء الهيئة الناخبة وموعد ومكان تقديم طلبات الترشح.
تقع رأس العين وتل أبيض على الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، وتحيط بهما جبهات القتال مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ويعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.
لجنة مجلس الشعب تحدد موعد الانتخابات برأس العين وتل أبيض