أدى استهداف مسلح لسيارة في منطقة جبل السماق بريف إدلب، الثلاثاء 21 تشرين الأول، إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين. وأفاد مراسل عنب بلدي بمقتل امرأة وشاب، وإصابة خمسة آخرين معظمهم من النساء، في قرية كفر مارس في جبل السماق بريف إدلب الغربي.
وذكرت قناة "الإخبارية" الرسمية، أن امرأة ورجلًا قتلا، وأصيب أربعة آخرون، في هجوم مسلح استهدف حافلة نقل داخلي في قرية كفر مارس غربي إدلب. وأوضحت مديرية الأمن الداخلي بمنطقة حارم، أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية استهدفوا سيارة مدنية في قرية كفر مارس بجبل السماق، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة.
وأكد مدير المديرية أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن ملابسات الحادثة، وفق ما أوردته محافظة إدلب، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية "تبذل جهودًا مكثفة" لتحديد هوية الجناة وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، "حفاظًا على أمن المواطنين واستقرار المنطقة". ولم تعرف الجهات التي نفذت الاستهداف حتى لحظة تحرير الخبر.
كفر مارس هي قرية تتبع إداريًا لمنطقة حارم، وهي ضمن جبل السماق، وتسكنه أغلبية من الطائفة الدرزية. وبالرغم مما عُرف بأحداث السويداء، التي شهدت أعمال عنف طائفية، منتصف تموز الماضي بين أبناء عشائر البدو وأبناء الطائفة الدرزية، التي تشكل أغلبية المحافظة، بقي جبل السماق في حالة من الهدوء، ولم يشهد أي نوع التوتر.
استهدافات وجرائم قتل
تشهد مختلف المناطق السورية استهدافات تنفذ في كثير منها عبر دراجات نارية، لما تؤمّنه من سهولة في الحركة والتخفي، وانتشارها خاصة في المناطق الريفية، بحسب خبراء التقتهم عنب بلدي في تقرير سابق. حوادث الاغتيال والقتل، تنفذها جهات متعددة ولأسباب مختلفة، يعود بعضها لمواقف سياسية، أو دوافع طائفية، بينما يكون بعضها لعوامل عائلية أو اقتصادية.
وكان المدرس الجامعي في جامعة "حلب الحرة"، الدكتور مسلم اليوسف، تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، في 14 من تشرين الأول. ووفق تسجيل صوتي للدكتور اليوسف، اطلعت عليه عنب بلدي، يعود سبب الاستهداف على خلفية دعوى رفعها اليوسف، بحق أشخاص اعتدوا على أرض زراعية، ثم تلقى تهديدات من المدعى عليهم، مشيرًا إلى أنه لم يأخذ الأمر بشكل جدي.
من جانب آخر، شهد الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول الحالي، عدة جرائم قتل متنقلة، امتدت من طرطوس في الساحل السوري، إلى جريمتين في ريف حماة، وجريمة في قرية عناز بوادي النصارى في ريف حمص الغربي. تتالي هذه الجرائم أثارت استياء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات للدولة السورية بالتراخي عن ضبط السلاح المنفلت، والتغاضي عن تلك الحوادث "لأسباب طائفية"، إلا أن الدولة فندت هذه الاتهامات وباشرت أجهزتها الأمنية بالتحقيق وملاحقة الفاعلين.
وذهبت بعض الآراء إلى أن هناك جهات مرتبطة بفلول النظام السابق، أو بدول خارجية لضرب السلم الأهلي في سوريا والتشويش على عملية انتخابات مجلس الشعب التي جرت في 5 من تشرين الأول الحالي، بوصفها أول عملية تشريعية بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024.