بدأ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، يوم الثلاثاء، فترة عقوبته بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن "لا سانتيه" في باريس. يقضي ساركوزي وقته في زنزانة مساحتها 11 متراً مربعاً، مجهزة بموقد للطهي ومكتب صغير ودش مع مرحاض، بالإضافة إلى إمكانية استخدام تلفزيون (مقابل 14 يورو شهرياً)، ومكتبة وصالة رياضية.
أعلن ساركوزي عن نيته كتابة كتاب جديد خلال فترة سجنه، مشيراً إلى أنه أحضر معه ثلاثة كتب، وهو الحد الأقصى المسموح به للسجناء. وذكر لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنه اختار رواية "كونت مونت كريستو" لألكسندر دوماس (في مجلدين)، وسيرة ذاتية عن يسوع المسيح.
يحمل اختيار رواية "كونت مونت كريستو" دلالة رمزية كبيرة، حيث تدور أحداثها حول إدموند دانتيس الذي يُسجن ظلماً لمدة 14 عاماً ويخطط للانتقام بعد هروبه. ويرى ساركوزي تشابهاً بينه وبين دانتيس في شعوره بالبراءة، مؤكداً على استمراره في إعلان براءته.
أما كتاب "يسوع" لجان كريستيان بيتيتفيلس (2011)، فيقدم عرضاً موثقاً لحياة المسيح بالاعتماد على مصادر تاريخية بعيدة عن السرديات الدينية البحتة. ومن المتوقع أن يساعد هذا الاختيار في موازنة أي نزعات انتقامية محتملة مستوحاة من رواية "كونت مونت كريستو".
يذكر أن ساركوزي، الذي تولى رئاسة فرنسا بين عامي 2007 و2012، قد أُدين في أواخر سبتمبر بتهمة التآمر الجنائي بشأن خطة مع القذافي لتمويل حملته الانتخابية، ليصبح أول رئيس فرنسي سابق يُسجن منذ المارشال فيليب بيتان بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي طريقه إلى السجن، صرح ساركوزي قائلاً: "إنهم يسجنون رجلاً بريئاً".
وبموجب الحكم الصادر بحقه، لن يتمكن الرئيس السابق، البالغ من العمر 70 عاماً، من تقديم طلب إفراج إلى محكمة الاستئناف إلا بعد دخوله السجن، حيث سيكون أمام القضاة مدة تصل إلى شهرين للنظر في الطلب.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار