يشهد إنتاج دبس الرمان في منطقة سهل الغاب بمحافظة حماة تراجعاً ملحوظاً هذا الموسم، وذلك بسبب تحديات مناخية واقتصادية أثرت بشكل كبير على كمية الإنتاج وجودته، على الرغم من اعتماد المنتجين على الأساليب التقليدية التي توارثوها جيلاً بعد جيل.
موسم متراجع والأسباب متعددة
قالت فريال مسعود، إحدى العاملات في صناعة دبس الرمان في سهل الغاب، لمنصة إخبارية: "نعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، ونعتمد بشكل أساسي على الطرق التقليدية التي ورثناها عن أجدادنا، وذلك لأنها تحافظ على النكهة الأصلية والقيمة الغذائية للمنتج." وأضافت: "لكن الموسم هذا العام لم يكن جيداً كما توقعنا، وذلك بسبب تأخر هطول الأمطار وضعف عمليات التسويق للمنتج."
يعتبر دبس الرمان مصدراً رئيسياً للدخل للعديد من العائلات في منطقة سهل الغاب خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث يُعدّ من المنتجات التراثية الهامة والمرتبطة بشكل وثيق بالموسم الزراعي للرمان.
الركود يضرب تسويق المنتج
أوضح علي فاتي، وهو أحد المنتجين المحليين، قائلاً: "كل من يعمل في هذه المهنة يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، ويعتمد على أدوات بسيطة وطرق بدائية في عملية التصنيع، بدءاً من العصر اليدوي للرمان وصولاً إلى الغلي البطيء على الحطب." وأشار إلى أن "عملية التسويق تعاني من ركود كبير هذا العام"، وعزا ذلك إلى "الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، والذي أجبر الأسر على إعادة ترتيب أولوياتها، مما أدى إلى تقليل الطلب على المنتجات غير الأساسية، حتى لو كانت ذات قيمة غذائية عالية."
تقلبات مناخية تنعكس على إنتاج دبس الرمان
يعاني سهل الغاب، المعروف بخصوبة أراضيه ووفرة محاصيله الزراعية، من تقلبات مناخية متكررة في السنوات الأخيرة، وكان آخرها تأخر هطول الأمطار في فصل الشتاء، الأمر الذي انعكس سلباً على إنتاج الرمان، الذي يعتبر المادة الخام الأساسية في صناعة دبس الرمان.
يأمل المنتجون في منطقة سهل الغاب أن يشهد المستقبل القريب تحسناً ملحوظاً في الظروف المناخية، بالإضافة إلى توفير دعم تسويقي يساهم في إنعاش هذه المهنة التراثية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الزراعية والثقافية للمنطقة.