على الرغم من الوعود المتكررة والجهود المبذولة من خلال ورش الصيانة، لا تزال أزمة المياه تلقي بظلالها على سكان بلدة صحنايا في ريف دمشق منذ أشهر. يواجه الأهالي معاناة يومية في العديد من الأحياء التي نادرًا ما تصلها المياه.
أبو محمد، أحد سكان حارة البلدية، يصف الوضع قائلاً: "منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لا تصل المياه إلى منازلنا إلا مرة واحدة كل أسبوعين ولساعات قليلة جدًا، مما يضطرنا إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة. لقد تعبنا من الوعود، والوضع يزداد سوءًا مع انقطاع الكهرباء المستمر".
وفي حي مصبغة الرضوان، يشاركه أبو أحمد المعاناة ذاتها: "لا تصلنا المياه نهائيًا، ونعتمد على الصهاريج الخاصة التي تستغل حاجة الناس. طالبنا البلدية مرارًا بإيجاد حل، ولكن لا جديد حتى الآن، والتحسن محدود جدًا".
من جانبه، أوضح كامل متري، رئيس المجلس المحلي في صحنايا، في تصريح خاص، أن المجلس يعمل بالتعاون مع لجنة الأعيان وتحت إشراف مؤسسة مياه صحنايا ضمن مبادرة "صحنايا تستحق". وأكد أن الورش الفنية باشرت أعمالها "على الأرض بصيانة واستبدال عدد من السكّرات غير القابلة للإصلاح، ومدّ خطوط داعمة للخطوط القديمة غير الكافية لتغذية بعض الأحياء بالمياه".
وأضاف متري أن الضغط المائي القادم من دمشق لا يكفي لتغذية كامل أحياء صحنايا، مما يؤدي إلى وصول المياه إلى بعض المناطق دون غيرها، مشيرًا إلى أن "الأعمال ما زالت مستمرة، وسيتم خلال الأيام القادمة استكمال استبدال الخطوط القديمة ومدّ خطوط داعمة لضمان وصول المياه إلى جميع الأحياء".
وحول الشائعات المتداولة عن وجود "اتفاقات" بين سائقي الصهاريج وبعض العاملين في مؤسسة المياه، نفى متري هذه الأنباء، قائلاً إنها "غير مثبتة"، مؤكدًا أن المجلس المحلي ومؤسسة المياه يتابعان الشكاوى بشكل مباشر، داعيًا الأهالي إلى التواصل على رقم الشكاوى المخصص في حال عدم وصول المياه أيام الضخ المحددة.
وعلى الرغم من التحركات الميدانية التي أكدها المجلس، يرى السكان أن الأزمة لم تجد طريقها إلى الحل بعد، وسط أمل بأن تتحول الوعود إلى واقع يروي عطش الأحياء المتضررة منذ أشهر.
وكانت لجنة الإدارة المدنية والمجلس المحلي في بلدة صحنايا قد أطلقت بالتعاون مع عدد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، حملة شعبية بعنوان "صحنايا تستحق"، تحت شعار "يداً بيد تُبنى البلاد". تهدف الحملة إلى دعم العمل الاجتماعي والأهلي من خلال جمع التبرعات المادية والعينية لصيانة مشاريع المياه في البلدة، إضافة إلى شراء سيارتي قمامة لتحسين خدمات النظافة العامة.
وتأتي المبادرة في إطار مساعي المجتمع المحلي للنهوض بالواقع الخدمي وتخفيف الأعباء عن السكان في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
يذكر أن منصة إخبارية كانت قد تناولت في تقرير سابق أزمة انقطاع المياه في صحنايا، وسلطت الضوء على شكاوى السكان في عدد من الأحياء المتضررة، مؤكدة حينها أن الحلول المطروحة لم تتجاوز حدود الوعود. واليوم، وبعد مضي أشهر على ذلك التقرير، ما زالت الشكاوى تتكرر والمشكلة تراوح مكانها رغم جهود الجهات المحلية.