أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء أن اقتراح نظيره الأميركي دونالد ترامب بالتفاوض على أساس خط التماس الحالي يمثل "حلاً وسطاً جيداً"، وذلك في ظل تضارب الأنباء حول عقد قمة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وصرّح زيلينسكي للصحافيين خلال زيارة خاطفة إلى أوسلو: "اقترح الرئيس الأميركي البقاء في مواقعكم وبدء الحوار. أعتقد أنه حل وسط جيد، ولكني لست متأكداً من أن بوتين يدعمه، وقد أبلغت ترامب بذلك".
وفي النرويج، وصل زيلينسكي إلى أوسلو صباح الأربعاء للقاء رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور، وفقاً لما أعلنته الحكومة النرويجية. وأوضحت رئاسة الحكومة في بيان أن ستور وزيلينسكي يعقدان اجتماعاً في القسم العسكري بمطار أوسلو الدولي. ولم يتم تقديم تفاصيل حول فحوى المحادثات أو الإعلان عن أي مؤتمر صحافي.
وأكد ستور في بيان أن "النرويج تقف إلى جانب أوكرانيا في سعيها لتحقيق سلام دائم وعادل، كما يستحقه الشعب الأوكراني". وأضاف أن "دعم النرويج لأوكرانيا قوي ومتواصل"، مشدداً على ضرورة "الحفاظ على حوار وثيق مع السلطات الأوكرانية لتلبية المساعدة للاحتياجات الميدانية في أوكرانيا".
وتعتبر النرويج من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا في جهودها لصد الغزو الروسي، حيث تعتزم أوسلو تزويد كييف بمساعدات مدنية وعسكرية بقيمة 275 مليار كرونة (أكثر من 26.7 مليار دولار) بين عامي 2023 و 2030. وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة النرويجية تقديم منحة إضافية بقيمة 1.5 مليار كرونة (149.4 مليون دولار) لأوكرانيا لتمويل شراء الغاز الطبيعي لتأمين احتياجات الكهرباء والتدفئة.
وفي سياق متصل، أفادت ستوكهولم بأن الرئيس الأوكراني سيزور السويد لاحقاً، حيث يلتقي زيلينسكي رئيس الوزراء أولف كريسترسون في مدينة لينكوبينغ، المقر العام لشركة "ساب" لصناعات الدفاع، التي تنتج طائرات "غريبن" المطاردة وأنظمة حربية وغواصات.
وفيما يتعلق بالحرب، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 405 طائرات مسيّرة و28 صاروخاً على أوكرانيا في هجوم ليلي استهدف البنية التحتية للطاقة. وأضافت أن أوكرانيا أسقطت 16 صاروخاً و333 طائرة مسيّرة، فيما أصابت صواريخ أخرى أهدافاً بشكل مباشر.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية بافليفكا في منطقة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا، وكذلك قرية إيفانيفكا في منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة. وأضافت الوزارة في بيان عبر "تلغرام" أن القوات قصفت البنية التحتية الأوكرانية للطاقة رداً على الهجمات الأوكرانية على أهداف مدنية روسية. وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل 6 أشخاص في الضربات الروسية خلال الليل.
وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن الجيش قصف مصنعاً للأسلحة والذخيرة في منطقة موردوفيا الروسية ومصفاة نفط في داغستان الروسية في هجمات خلال الليل. وقال الجيش في بيان: "تواصل قوات الدفاع اتخاذ جميع التدابير لتقويض الإمكانات العسكرية والاقتصادية للمعتدي الروسي وإجبار روسيا الاتحادية على وقف عدوانها المسلح على أوكرانيا".
وفيما يتعلق بالقمة الروسية الأميركية، أكدت روسيا أن التحضيرات لقمة بين الرئيسين متواصلة رغم إعلان الأخير في اليوم السابق أن اللقاء سيُرجأ إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد الاتصال الهاتفي الأخير بين ترامب وبوتين. وأعرب ترامب عن امتعاضه من رفض روسيا الموافقة على وقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا المتواصلة منذ نحو 4 سنوات، بعدما فشل في إقناع بوتين بخفض سقف مطالبه.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي: "لا أريد لقاء ضائعاً، لا أريد أن أضيع وقتي، لذا سأرى ما سيحدث". وكان الرئيسان الأميركي والروسي قد عقدا قمة في ألاسكا في آب/أغسطس، لكن الاجتماع لم يثمر عن أي اتفاق سلام.
ورداً على سؤال حول تصريحات ترامب، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن "أحداً لا يرغب بهدر الوقت، لا ترامب ولا بوتين".
وفي الأثناء، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله: "نؤكد أن التحضيرات للقمة متواصلة". وأضاف: "التحضيرات للقمة مستمرة، ولا أرى أي عقبات كبيرة"، متابعاً: "السؤال هو ما إذا كانت المعايير التي حددها الرئيسان في أنكوريدغ سيتم بلورتها بتفاصيلها... أعترف بأنها عملية صعبة، ولكن هذا هو بالضبط ما يقوم به الدبلوماسيون".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أيضاً نقلاً عن ريابكوف أنه لا يستطيع تأكيد أن موسكو أبلغت موقفها لواشنطن فيما يعرف "بالورقة غير الرسمية". وفي وقت سابق، ذكر مسؤولان أميركيان وشخص مطلع على الوضع لـ"رويترز" أن روسيا كررت شروطها السابقة للتوصّل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا في "ورقة غير رسمية".
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار