الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 08:43 PM

عودة "الرقاقة" الحورانية: طبق تراثي يتحدى الانقراض ويعكس كرم الضيافة

عودة "الرقاقة" الحورانية: طبق تراثي يتحدى الانقراض ويعكس كرم الضيافة

من سهول حوران وسنابل قمحها الذهبية، تعود أكلة الرقاقة التراثية لتزين موائد أهالي المنطقة، بعد مخاوف من اندثارها. فبأنامل حرائر حوران، يتحول القمح المطحون إلى هذا الطبق المميز، الذي يعرف في بعض البلدات باسم "المكامير".

تعتبر الرقاقة من الأكلات الحورانية التراثية التي يفتخر بها أهل حوران، ويقدمونها لضيوفهم كأحد مظاهر كرم الضيافة، إلى جانب أكلات تراثية أخرى كالمليحي.

مكونات الرقاقة وطريقة تحضيرها

تعتمد هذه الأكلة على الطحين الذي يعجن مع بهارات خاصة، مثل حبة البركة واليانسون والشمرا والسمسم. بعد تجهيز العجين، يتم طهي اللحم المقطع أو الفروج مع التوابل الخاصة.

تُحضر الصواني الخاصة، وتدهن أرضيتها بزيت الزيتون لمنع التصاق العجين. ثم تقطع السيدة العجين إلى أربع أو خمس قطع لكل صينية، وتمد القطعة الأولى على حجم الصينية بشكل دائري. يوضع بعض اللحم أو الفروج على وجه العجين، ثم توضع قطعة العجين الثانية الممدودة، وهكذا حتى تمتلئ الصينية.

تُغلق آخر طبقة من اللحم أو الفروج بطبقة عجين لتغطية المكونات. بعد إنجاز عدد من الصواني، توضع في الفرن حتى تتحمر، ثم تقطع على شكل مثلثات وتقدم مع اللبن بالزبادي.

الرقاقة.. رمز الكرم واللمة العائلية

تحضر هذه الأكلة للضيوف، خاصةً من خارج المحافظة، كنوع من الترحيب وتعريفهم بتراث حوران. كما أنها تُعدّ للمة العيلة، التي غالباً ما تكون يوم الجمعة، لتعزيز المحبة والاحترام والتقارب بين أفراد الأسرة.

يذكر أن هذه الأكلة كادت أن تختفي في عهد النظام الأسدي المجرم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والخوف من القصف والتهجير القسري. لكنها عادت لتحيا مجدداً بعد تحرير سورية من رجس المجرمين وانتصار ثورتنا العظيمة.

تجدر الإشارة إلى أن الرقاقة الحورانية تختلف عن أكلة المسخن الفلسطينية، التي تعتمد على الخبز الجاهز وليس العجين.

اخبار سورية الوطن 2ـوكالات _الحرية

مشاركة المقال: