الجمعة, 5 ديسمبر 2025 01:19 AM

مستو: أيقونة المطبخ الشعبي في الرقة يحافظ على نكهة التراث وذاكرة المدينة

مستو: أيقونة المطبخ الشعبي في الرقة يحافظ على نكهة التراث وذاكرة المدينة

يُعرف مصطفى محمد عرب، بلقب "مستو"، وهو اسم لامع في عالم الأطعمة الشعبية بالرقة. لقد أصبح اسمه مرادفًا للنكهة الأصيلة والروح الودودة التي تميز مطبخ المدينة. جمع هذا الرجل الأربعيني بين مهارة الطهي وحسن المعاملة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة سكان الرقة وحياتهم اليومية.

تعود أصول عائلة مستو إلى منطقة عفرين في شمال سوريا، قبل أن تستقر في الرقة منذ سبعة عقود. ومنذ أن بدأ العمل في مجال الأطعمة الشعبية، استطاع أن يواصل هذا الإرث بخبرة وطاقة جعلت اسمه علامة بارزة في المدينة، على الرغم من التحديات التي واجهتها الرقة في السنوات الأخيرة.

يدير مستو مطعمًا يقع في قلب الرقة، وهو من بين أشهر المطاعم الشعبية التي يرتادها السكان يوميًا لتناول الفلافل والفول والحمص وغيرها من الأطباق التقليدية التي تشكل جزءًا من هوية المدينة. يتميز المطعم بجودة الطعام وسرعة الخدمة وكرم الضيافة الذي يشتهر به.

في حديثه لـ سوريا 24، قال مستو: "الطهي بالنسبة لي ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة محبة واهتمام. الطعام هو وسيلة نعرض بها ثقافتنا وقيمنا. عندما أرى الزبائن يبتسمون وهم يستمتعون بأطباقي، أشعر أن جهودي قد وصلت إلى قلوبهم قبل موائدهم." وأضاف: "الرقة مدينة تحمل في أطباقها تاريخًا طويلاً من التراث، ومن الرائع أن أكون جزءًا من هذه القصة من خلال الحفاظ على نكهة الأكل الشعبي الأصيل."

أحد الزبائن صرح أيضًا لـ سوريا 24 قائلاً: "مستو ليس مجرد طاهٍ. عندما أدخل المطعم، أشعر وكأنني في منزلي. استقباله الحار يجعل الوجبة تجربة متكاملة تتجاوز مجرد الطعم."

على الرغم من التغيرات والتحديات التي شهدتها الرقة، تمكن مستو من الحفاظ على مكانة مطعمه كوجهة يومية لأولئك الذين يبحثون عن المذاق الحقيقي للتراث. وأكد لـ سوريا 24: "يكمن سر النجاح في ثقة الناس ومحبتهم، وليس في الشهرة. هذا ما أعتز به قبل كل شيء آخر."

وهكذا، يمثل مستو اليوم أحد أبرز الشخصيات في مشهد المطبخ الشعبي في الرقة، وشخصية تجمع بين المهارة والإنسانية، وتستمر في إظهار جمال التقاليد السورية في مدينة لا تزال تحافظ على ذاكرتها على الرغم من كل التغييرات.

مشاركة المقال: