في إطار جولة ميدانية واسعة النطاق للمواقع التراثية العالمية في سوريا، قامت البعثة الدولية المشتركة المكونة من مركز التراث العالمي التابع لليونسكو، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، ومكتب اليونسكو في بيروت، بزيارة إلى قلعة صلاح الدين في يومها الثالث. تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الزيارات التي تهدف إلى تقييم وضع المواقع الأثرية السورية المدرجة على قائمة التراث العالمي، والاطلاع على جهود الحماية والصون الجارية.
خلال زيارتها لقلعة صلاح الدين، ركزت البعثة على محورين رئيسيين: أولاً، تقييم أعمال الحماية والصون التي تم تنفيذها في القلعة وتأثيرها على سلامتها المعمارية والتاريخية. ثانياً، تقييم حالة منطقة الحماية المحيطة بالقلعة، مع مراعاة الاحتياجات المعيشية لسكان المجتمعات المحلية المجاورة.
تضمنت الجولة الميدانية تفقداً شاملاً لأجزاء القلعة المختلفة، حيث استمع أعضاء البعثة إلى شروحات مفصلة من الخبراء المحليين والمسؤولين عن أعمال الحماية. تم التركيز بشكل خاص على المنهجيات المستخدمة في صيانة وترميم الأجزاء المتضررة من القلعة، وتأثير هذه الأعمال على الحفاظ على قيمتها العالمية الاستثنائية.
فيما يتعلق بالاحتياجات السكانية، عقدت البعثة اجتماعاً مع مدير منطقة الحفة، واستمعت إلى وجهة نظره حول تأثير منطقة الحماية على حياة السكان اليومية وسبل عيشهم. وناقشت البعثة مع الخبراء والمهندسين طرق الموازنة بين متطلبات الحفاظ على الموقع الأثري وضمان التنمية المستدامة للمناطق المجاورة، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان.
يعتبر هذا التقييم الشامل لقلعة صلاح الدين خطوة حيوية في إعداد التقرير النهائي للبعثة، والذي سيتضمن توصيات محددة لمركز التراث العالمي. تهدف هذه التوصيات إلى دعم الجهود السورية المستمرة في حماية تراثها الحضاري العريق، والعمل على رفع المواقع الأثرية السورية، بما في ذلك قلعة صلاح الدين، من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.