الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:47 AM

سوريا تعزز التعاون العسكري بإرسال بعثة طلاب ضباط إلى تركيا والسعودية

سوريا تعزز التعاون العسكري بإرسال بعثة طلاب ضباط إلى تركيا والسعودية

أعلن وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، عن إرسال بعثة من طلاب الضباط السوريين للدراسة في الكليات العسكرية بتركيا والسعودية، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والعسكري بين الدول الثلاث. وأوضح أبو قصرة، في تصريح نشره عبر حسابه في “إكس”، أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقًا من إيمان وزارة الدفاع بأهمية العلم في بناء الجيوش وتطوير منظوماتها”، مشيرًا إلى أن البعثة تهدف إلى “تنمية الكفاءات وتأهيل كوادر تمتلك المعرفة بأحدث منظومات الأسلحة وأساليب الحرب الحديثة”.

وأعرب الوزير عن شكر وزارة الدفاع لكل من تركيا والسعودية على “تعاونهما البناء في استقبال بعثة الوزارة”، مشيدًا بما تبديه المؤسستان العسكريتان في البلدين من “حرص على تبادل الخبرات وتطوير القدرات، بما يسهم في توطيد علاقات التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وذكر المكتب الصحفي في وزارة الدفاع لعنب بلدي، أن الوزارة تعمل على إعداد خطة لإيفاد بعثات تدريبية إلى عدد من الدول الصديقة، بهدف تطوير كفاءات الضباط واكتسابهم أحدث المعارف العسكرية والإدارية، بما ينسجم مع رؤية الوزارة في بناء جيش احترافي حديث قادر على مواكبة التطورات التقنية والميدانية.

وتأتي هذه البعثات بعد سلسلة من الزيارات والتنسيق التي أجراها وزير الدفاع مع وزارة الدفاع التركية، وتعد الأولى من نوعها منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وكل من أنقرة والرياض، بعد سقوط النظام السوري في 8 من كانون الأول 2024.

اتفاقية تدريب واستشارات عسكرية

وقعت وزارتا الدفاع في سوريا وتركيا اتفاقية في مجال التعاون العسكري، تشمل دورات تدريبية وبرامج ومساعدات فنية تهدف لتعزيز وتطوير إمكانيات الجيش السوري. وجرى توقيع الاتفاقية خلال زيارة إلى تركيا قام بها وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، حسين سلامة، والتقوا خلالها وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في 13 من آب الماضي، وفق ما نشرته وزارة الدفاع السورية.

بدورها، قالت وزارة الدفاع التركية، إنه وعقب الاجتماع الذي نوقشت فيه القضايا الدفاعية والأمنية الثنائية والإقليمية، وقع الوزير يشار غولر ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة مذكرة “تفاهم مشتركة للتدريب”.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الاتفاقية تشمل التعاون العسكري بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري، وتطوير مؤسساته، وهيكليته، ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل”.

وتشمل الاتفاقية، وفق “سانا”:

  • التبادل المنتظم للأفراد العسكريين: للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة، تهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية وتعزيز القدرة على العمل المشترك.
  • تدريب على المهارات المتخصصة: برامج في مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.
  • مساعدة فنية: إرسال خبراء مختصين لدعم عملية تحديث الأنظمة العسكرية، والهياكل التنظيمية، وقدرات القيادة

وتأتي هذه الاتفاقية، وفق الوكالة، في إطار تطوير الجيش السوري من خلال تدريب عناصره بطريقة احترافية ووفق المعايير الدولية، بما يحد من مخاطر الانتهاكات التي قد ترتكبها الفصائل غير المدربة.

تركيا تخطط لتزويد سوريا بأسلحة ومعدات عسكرية

تعتزم تركيا تزويد سوريا بمعدات عسكرية تشمل سيارات مصفحة وطائرات مسيرة ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما نقلت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن مسؤولين أتراك، في 17 من تشرين الأول. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموضوع، إن المعدات ستُنشر في شمالي سوريا لتجنّب أي توتر مع إسرائيل في الجنوب الغربي، مشيرين إلى أن الخطوة تأتي ضمن تفاهمات أوسع مع الحكومة السورية بقيادة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لدعم جهوده في إعادة بناء الجيش السوري بعد الدمار الذي لحق بالترسانة العسكرية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وبحسب الوكالة، تهدف الشحنات التركية إلى دعم الرئيس السوري أحمد الشرع، وتوحيد البلاد تحت قيادته. وتخشى أنقرة، وفق التقرير، من تصاعد نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر على مناطق حدودية مدعومة من الولايات المتحدة، وتضمّ ضمن صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK).

وتأتي الخطوة التركية في وقت تسعى فيه أنقرة ودمشق إلى توسيع اتفاق أمني قائم منذ نحو ثلاثة عقود، يتيح لتركيا استهداف المقاتلين الكرد على طول الحدود السورية.

مشاركة المقال: