الخميس, 23 أكتوبر 2025 05:12 PM

تحول استراتيجي: بعثات عسكرية سورية إلى تركيا والسعودية تعزز التعاون الإقليمي

تحول استراتيجي: بعثات عسكرية سورية إلى تركيا والسعودية تعزز التعاون الإقليمي

في تطور ملحوظ يعكس تحولاً في العلاقات العسكرية الإقليمية، استقبل اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، وزير الدفاع السوري، يوم الأربعاء 22 تشرين الأول، بعثة الطلاب الضباط الموفدين من وزارة الدفاع إلى كل من جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية. تأتي هذه الخطوة ضمن برنامج تأهيل وتدريب يهدف إلى رفع مستوى الكفاءات العسكرية السورية.

أوضحت وزارة الدفاع عبر معرفاتها الرسمية أن هذه المبادرة تندرج في إطار جهودها لتنمية الكفاءات الوطنية وإعداد كوادر متخصصة تمتلك معرفة متقدمة في منظومات الأسلحة وأساليب الحرب الحديثة.

وخلال لقائه بالطلاب الموفدين، أكد الوزير أبو قصرة على الأهمية الوطنية والمهنية للدور الذي يضطلعون به كممثلين للمؤسسة العسكرية السورية في الخارج، وحثهم على اكتساب الخبرات التي ستساهم في تطوير الجيش السوري مستقبلاً.

سياق إقليمي متغير وتعاون بعد قطيعة طويلة

تحمل هذه الخطوة أبعاداً سياسية وعسكرية مهمة، خاصة أنها تأتي بعد سنوات من التوتر بين دمشق من جهة، وأنقرة والرياض من جهة أخرى. يرى مراقبون أن إرسال ضباط سوريين للتدريب في تركيا والسعودية يمثل إشارة واضحة إلى بداية مرحلة جديدة من التعاون العسكري الإقليمي، مما يعكس تحسناً تدريجياً في العلاقات السياسية ويفتح المجال لشراكات أمنية وأكاديمية مستقبلية.

كما أن اختيار تركيا والسعودية يعكس توجهًا سوريًا نحو تنويع مصادر الخبرة العسكرية والاطلاع على النظم الدفاعية المتقدمة في المنطقة، في ظل سعي المؤسسة العسكرية السورية لتحديث بنيتها بعد سنوات الحرب.

وفي منشور له عبر منصة “إكس”، صرح الوزير أبو قصرة بأن وزارة الدفاع تؤمن بأهمية العلم في بناء الجيوش وتطوير منظوماتها، مشيراً إلى أن إرسال هذه البعثة يهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والعسكري بين سوريا وكل من تركيا والسعودية. وأعرب عن شكر وتقدير الوزارة للحكومتين التركية والسعودية على تعاونهما في استقبال البعثة، وعلى حرص مؤسساتهما العسكرية على تبادل الخبرات وتطوير القدرات الدفاعية المشتركة، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي ويسهم في تطوير قدرات الجيش السوري.

تجارب سابقة في التعاون الدفاعي مع تركيا

في 20 آب الماضي، زار وفد من وزارة الدفاع السورية، برئاسة العميد عبد الرحمن سرحان، الكلية البحرية التابعة لجامعة الدفاع الوطني التركية، حيث التقى بعدد من الضباط الأتراك بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجالات التدريب والتدريس العسكري. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة مهدت لمرحلة جديدة من التنسيق الأكاديمي والعسكري بين البلدين، مما يشير إلى أن إرسال البعثات الطلابية يأتي في إطار خطة متكاملة لتطوير التعليم العسكري السوري عبر شراكات إقليمية.

ينظر محللون إلى هذه الخطوة كجزء من مسار إعادة تموضع سياسي وعسكري لسوريا في المنطقة، بهدف كسر العزلة والانفتاح على دول الجوار المؤثرة. كما تعكس رغبة المؤسسة العسكرية في الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة العسكرية الحديثة التي تمتلكها دول مثل تركيا والسعودية، والتي شهدت تطورات كبيرة في مجالات الدفاع والطيران والإلكترونيات العسكرية خلال العقد الماضي.

في الوقت نفسه، يرى بعض المحللين أن هذا التعاون الجديد قد يعكس توافقًا أمنيًا إقليميًا أوسع، يتجاوز الملفات العسكرية ليشمل جهود الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء الجيوش الوطنية على أسس مهنية حديثة.

مشاركة المقال: