أكد أحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أن زيارته إلى مدينة عفرين تأتي بتوجيهات رئاسية للتواصل المباشر مع المواطنين في مختلف المناطق السورية. وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على الأوضاع الخدمية والاجتماعية والاستماع إلى مطالب واقتراحات وانتقادات الأهالي بشكل مباشر، حسبما صرح لـ"سوريا 24".
خلال لقائه مع سكان عفرين، ناقش زيدان قضايا تحسين الأوضاع في المدينة وربطها بالواقع السوري العام. وشدد على أهمية تعزيز الوحدة المجتمعية والمسؤولية المشتركة بين جميع السوريين، من عفرين إلى دمشق ومن إدلب إلى حلب، لضمان استقرار الدولة ودعم مؤسساتها بعد سنوات من التهميش والانقسام.
وأشار زيدان إلى أن الحفاظ على وحدة سوريا يتطلب مقاربة شاملة تقوم على المساواة بين جميع المحافظات، دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو مناطقي. وأكد أن الهوية الوطنية الجامعة هي الإطار الذي يجب أن ينظم علاقة الدولة بجميع مكوناتها، وأن المصلحة السورية يجب أن تكون الأساس الذي يلتقي عليه الجميع.
من جهته، أوضح محمد سيدو، الفائز بانتخابات الهيئة الانتخابية في المدينة لعضوية مجلس الشعب، لـ"سوريا 24" أن اللقاء تضمن محاضرة حول الجوانب الدبلوماسية والسياسية لعمل الحكومة والتحديات المرتبطة بها. وأشار إلى أن المحاضرة ركزت على ضرورة وضع خطة شاملة للنهوض بسوريا في المرحلة المقبلة، معتبرًا أن طرح هذه الأفكار أمام ممثلي الشعب يمكن أن يساهم في صياغة رؤية مشتركة تعزز فرص الخروج من الأزمة.
بدورها، قالت نازلي شيخ نعسان لموقع "سوريا 24" إن مدينة عفرين يمكن أن تكون مثالًا عمليًا على مشاركة مختلف مكونات سوريا في عملية إعادة البناء بعد عام 2018. وأضافت أن هذه المشاركة مثلت وحدة فعلية على الأرض، ودعت إلى أخذ هذا النموذج بعين الاعتبار عند وضع أي صيغة جديدة للدستور، مؤكدة أهمية العدالة الاجتماعية والتمثيل المتوازن.
وفي السياق ذاته، ذكر أحمد حاج حسن، مسؤول مكتب المتابعة في إدارة منطقة عفرين، لموقع "سوريا 24" أن المنطقة عانت من التهميش لعقود، خاصة في المجالات التعليمية والثقافية والاجتماعية. وأشار إلى أن المدينة لم تكن تضم أي جامعة أو مركز دعم للنساء والمسنين في العقود السابقة، موضحًا أن السنوات الثماني الأخيرة شهدت إنشاء عدة جامعات ومشاريع مخصصة للنساء والأطفال وكبار السن، معتبرًا أن هذه المبادرات تستحق التوسيع والدعم من الحكومة المقبلة.
ركز اللقاء على عرض نماذج محلية من تجربة مدينة عفرين بعد عام 2018، وتبادل وجهات النظر حول ملفات الإدارة والتنمية والخدمات، في ظل غياب مشاريع مركزية واضحة. وقدّم المشاركون مداخلات تتعلق بأولويات المنطقة، وسط مطالبات بأن تنعكس هذه اللقاءات لاحقًا على مستوى السياسات العامة.