يواجه سكان مدينة الرقة تحديات اقتصادية ومعيشية متزايدة، تتجلى بشكل خاص في الارتفاع الكبير لتكاليف صيانة السيارات. يعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها سوء حالة الطرق في المدينة وريفها، بالإضافة إلى النقص في المحروقات النظامية وارتفاع أسعار قطع الغيار.
علي الحاج، وهو سائق يعتمد على سيارته في حياته اليومية، يصف الوضع قائلاً: "الطرقات في الرقة سيئة للغاية ومليئة بالحفر، مما يجعل صيانة السيارة ضرورة متكررة ومكلفة. لم تعد الصيانة رفاهية، بل أصبحت عبئًا لا مفر منه." ويضيف: "بالإضافة إلى ذلك، أسعار قطع الغيار مرتفعة جدًا وغالبًا ما تكون غير متوفرة، مما يضطرنا لشراء قطع مستعملة أو ذات جودة متدنية."
فتاح محمد، يشارك معاناته في الحصول على المحروقات، موضحًا: "معظم المحروقات المتوفرة في السوق غير نظامية، وتتسبب في أعطال مستمرة للمحرك. حتى قطع الصيانة المتوفرة، معظمها صيني أو مستعمل، ولا تدوم طويلاً. أصبحت صيانة دارة المحروقات أمرًا روتينيًا كل بضعة أشهر." ويتابع: "الأسعار مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع دخل العائلة، مما يقلل من فرص التوفير."
من جانبه، يوضح محمود الكردي، وهو ميكانيكي محلي في الرقة، أن وضع قطع غيار السيارات في السوق أصبح مأساويًا: "قطع الغيار تعاني من نقص منذ سنوات، والأسعار تضاعفت عدة مرات. المشكلة ليست فقط في سوء الطرق، بل في ارتفاع الأسعار وعدم وجود بدائل مناسبة، مما يجعل صيانة السيارات مكلفة للغاية." ويضيف: "الكثير من العملاء غير قادرين على دفع تكاليف الإصلاح، مما يزيد من عدد السيارات التي تُترك دون صيانة لفترات طويلة، وهذا يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل."
تخلق هذه المشاكل حلقة مفرغة تزيد من الأعباء على المواطنين. سوء الطرق، الذي يتفاقم بسبب عدم الصيانة، يرفع تكاليف إصلاح السيارات، كما يؤثر على جودة المحروقات المتوفرة، والتي غالبًا ما تكون غير مكررة، مما يؤثر سلبًا على أداء السيارات.
يأمل السكان في تدخل الجهات المعنية لتحسين حالة الطرق وصيانة البنية التحتية، وتنظيم سوق المحروقات وتوفيرها بشكل منتظم، بالإضافة إلى ضبط أسعار قطع الغيار لتتناسب مع الظروف المعيشية. هذه المطالب تأتي في ظل أمل متجدد بتحسن الأوضاع تدريجيًا وتحقيق حياة أكثر استقرارًا وأقل أعباء.