الأحد, 26 أكتوبر 2025 09:06 PM

جسر الرستن: شرايين الحياة تعود.. جهود لإعادة تأهيله بعد سنوات من الخراب

جسر الرستن: شرايين الحياة تعود.. جهود لإعادة تأهيله بعد سنوات من الخراب

تتواصل أعمال إعادة تأهيل وصيانة جسر الرستن في ريف حمص الشمالي، بقيادة فريق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبدعم وتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وبالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والإسكان. تهدف هذه الجهود إلى إصلاح الأضرار الناجمة عن القصف الجوي وإعادة الجسر إلى الخدمة بكامل طاقته، وفقًا للمعايير الهندسية والسياسات الوطنية المعتمدة، لضمان استيعاب الحركة المرورية واستعادة انسيابية النقل بين المحافظات.

جسر استراتيجي وممر تجاري حيوي

يُعتبر جسر الرستن من أهم الجسور في سوريا، نظرًا لموقعه الاستراتيجي الذي يربط المحافظات الشمالية والجنوبية مرورًا بحمص وحماة. يشكل الجسر شريانًا اقتصاديًا حيويًا، حيث يسهل حركة الصادرات والواردات ويؤمن عبور البضائع إلى الأردن والخليج العربي. وقد كان الجسر محورًا رئيسيًا للنقل التجاري الداخلي لعقود قبل أن يتضرر نتيجة القصف خلال الحرب.

القصف والتدمير

في 5 كانون الأول 2024، تعرض الجسر لقصف جوي مكثف أدى إلى تضرره وخروجه عن الخدمة. لم يشفع للجسر موقعه الاستراتيجي ودوره في دعم التجارة الوطنية، حيث طالته يد الدمار كغيره من المنشآت الحيوية. تسبب القصف في تصدع الأجزاء الإنشائية وتضرر الأساسات، مما أدى إلى إيقاف حركة المرور وبقاء الجسر رمزًا لصمود البنية التحتية السورية.

تحرك حكومي

بعد تحرير المنطقة وتشكيل الحكومة الوطنية الانتقالية، وضعت الجهات المعنية إعادة تأهيل جسر الرستن على رأس أولوياتها. تم تكليف وزارة الأشغال العامة والإسكان بتشكيل لجان فنية للكشف الميداني وتحديد مستوى الضرر وإعداد الدراسات اللازمة للترميم. أوضح المهندس حسن رحمون، المشرف على المشروع، أن الوزارة وجهت بإجراء مسح طبوغرافي شامل وتحديد حجم الأضرار الإنشائية. وأضاف أنه تم إعداد دراسة إنشائية متكاملة، وأن الميزانية المخصصة للصيانة بلغت نحو مليوني دولار أميركي بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة الإنساني.

مراحل التنفيذ والتحديات

وفقًا للتقديرات الأولية، تحتاج أعمال الصيانة وإعادة الإعمار التي ستتولاها الشركة العامة للطرق والجسور إلى ستة أشهر كمرحلة أولى. تشمل خطة العمل تدعيم الأساسات وإصلاح الفواصل التمددية وإعادة تأهيل الأرصفة والجوانب المعدنية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الطريق العلوي. يأمل القائمون على المشروع في إعادة الجسر إلى الخدمة في أسرع وقت ممكن لتنشيط حركة النقل والتجارة.

أضرار جسيمة

كشف الفريق المكلف بمسح الأضرار عن وجود تضرر كبير في الجسر، بما في ذلك تضرر 14 جائزًا وانهيارات في البلاطات الأساسية وتصدع في الركائز الوسطية والمساند. أكد عبد الرزاق الخطيب، منسق قسم المشروعات في الدفاع المدني السوري، وجود تشوهات في البيتون وتهشم أجزاء واسعة من السطح الإنشائي وأضرار متفاوتة في بعض الفتحات.

ستة أشهر للتنفيذ

أفادت الجهة المنفذة بأن الفترة الزمنية اللازمة للانتهاء من إعادة تأهيل الجسر هي ستة أشهر. أكد المهندس خضر فطوم، المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية تكليفاً، أن خطط الإصلاح تتضمن تكسير الجوائز المتضررة واستبدالها بأخرى، وتنفيذ أعمال إنشائية مرافقة، ومعالجة البلاطة الوسطية وتزويد الجسر بالإنارة وعوامل الأمان.

مراحل الترميم

أوضح المهندس الخطيب أن مشروع الترميم بدأ بعد استكمال الترتيبات اللوجستية والفنية والتمويلية، وشمل إجراء تقييم هندسي شامل، وإعداد خطة عمل متكاملة، وإزالة الأجزاء المتضررة، وتنفيذ أعمال صيانة دقيقة للبنية التحتية والفوقية.

انطلاق العمل

أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان بدء إعادة تأهيل جسر الرستن في منتصف شهر أيار. أوضح المهندس معاذ النجار، المدير الفني للمشروع، أن الأعمال المنفذة شملت صيانة ثماني ركائز متضررة وأربعة عشرة جائزة، مع وجود صعوبات جمة في العمل بسبب ارتفاع الجسر والرياح الشديدة.

تأجيل الانتهاء

على الرغم من أن الزمن المتوقع للانتهاء من التأهيل لا يتجاوز ستة أشهر، كشف المهندس فطوم عن وجود حاجة لتنفيذ أعمال إضافية لمعالجة بعض الأضرار الناتجة عن زلزال شباط 2023، مما استدعى تمديد فترة التنفيذ شهرين إضافيين حتى شباط 2026. وبعدها سيتم تسليم الجسر إلى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية.

اهتمام ومتابعة دولية

زار وفد من المديرية العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج (DG MENA)، يرافقه وفد من منظمة HEKS EPER، سد الرستن في محافظة حماة. واطلع الوفدان على أعمال الصيانة التي نُفذت في السد بدعم من منظمة HEKS EPER. وأكد المهندس رياض العبيد الأهمية الاستراتيجية لإعادة تأهيل السدود في المنطقة.

يعتبر جسر الرستن الكبير شرياناً حيوياً على الطريق الدولي M5، ويتوسط المسافة بين مدينتي حماة وحمص. يبلغ ارتفاعه 100 متر فوق نهر العاصي ويصل طوله 600 متر وعرضه 16 متراً، وهو ليس مجرد هيكل إسمنتي بل هو شريان حياة يربط محافظات الشمال السوري بمحافظات الجنوب. وهو واحد من 88 جسراً في البلاد، من بين 850 جسراً وعبارة منفردة في سوريا.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الثورة

مشاركة المقال: