الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 12:17 AM

مدير عام أكساد: ندعم مصر والسودان وسوريا والعراق في قضايا المياه ونحذر من تأثير السدود العملاقة

مدير عام أكساد: ندعم مصر والسودان وسوريا والعراق في قضايا المياه ونحذر من تأثير السدود العملاقة

أكد نصر الدين العبيد، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، أن المنطقة العربية تواجه تحديات مائية كبيرة، حيث تمثل 10% من مساحة العالم، بينما لا تتجاوز حصتها من الموارد المائية 3% فقط. وشدد على أن الأمن المائي هو رديف للأمن الغذائي، مؤكدًا أنه "إذا لم تتوافر المياه، فلا يمكن أن يتوافر الغذاء".

وفي تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أوضح العبيد أن نسبة المناطق الجافة وشبه الجافة في الوطن العربي ارتفعت من 50% سابقًا إلى ما بين 70% و80% حاليًا، وتصل في مصر إلى 97%. وأشار إلى أن أبرز التحديات المائية تتمثل في التغيرات المناخية وانخفاض كميات المياه المتاحة، بالإضافة إلى أن معظم الأنهار العربية تنبع من خارج الحدود القومية للدول.

وأكد العبيد أن المركز يدعم مصر والسودان في مواجهة الإجراءات الإثيوبية المتعلقة بسد النهضة على نهر النيل، كما يدعم سوريا والعراق في مواجهة الإجراءات التركية على نهري دجلة والفرات. وشدد على ضرورة ألا تؤثر السدود العملاقة على عدالة توزيع المياه ووصولها إلى دول المصب، مؤكدًا دعم المركز الكامل للجهود الرامية إلى الحفاظ على الحقوق المائية المصرية في نهر النيل.

وأشار إلى أن حصة الفرد من المياه في مصر تراجعت من نحو 2500 متر مكعب في ستينيات القرن الماضي إلى أقل من 500 متر مكعب حاليًا، بينما لا تتجاوز في بعض الدول العربية 100 متر مكعب. ولفت إلى أن حصة الفرد في قطاع غزة تُعد الأدنى عالميًا، إذ لا تتجاوز 30 مترًا مكعبًا سنويًا، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى سحب المياه الفلسطينية، بما في ذلك المياه الجوفية. ودعا العبيد الدول العربية إلى تقديم دعم غير محدود للأشقاء في غزة وفلسطين، لتخفيف آثار الحرب المدمرة، ولا سيما في قطاعي المياه والزراعة.

وفي سياق آخر، أوضح العبيد أن الفاقد المائي في المنطقة العربية يتجاوز 100 مليار متر مكعب سنويًا، يذهب أكثر من 90% منه إلى قطاع الزراعة. وأشار إلى أن تطبيق التقنيات الحديثة في إدارة المياه يمكن أن يوفر أكثر من 50 مليار متر مكعب سنويًا، ما يتيح توسعًا أفقيًا وعموديًا في الإنتاج الغذائي. وأضاف أن مركز أكساد نجح في استنباط بذور مقاومة للجفاف، قائلًا: "لدينا أكثر من 87 صنفًا من القمح والشعير ذات إنتاجية عالية ومتحملة للجفاف".

وشدد على ضرورة التوجه نحو الزراعات قليلة الاستهلاك للمياه وذات القيمة الغذائية العالية مثل الزيتون والنخيل والتين، وهو ما يطبقه المركز ضمن مشروع تثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة. كما أشار إلى نجاح تقنيات حصاد المياه في محافظة مطروح، موضحًا أنه تم زراعة القمح اعتمادًا على 130 ملليمترًا فقط من الأمطار مع الري التكميلي، وحقق إنتاجية تجاوزت 4 أطنان للهكتار.

ونوه العبيد إلى نجاح مصر في الوصول هذا العام إلى أكثر من 20 مليار متر مكعب من المياه غير التقليدية، خصوصًا من الصرف الزراعي والمياه المعالجة، مؤكدًا أن ذلك يمثل إنجازًا كبيرًا في إدارة الموارد المائية. وأشار إلى أن العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، تتجه نحو تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة المتجددة كأحد الحلول المستقبلية لتعزيز الأمن المائي في المنطقة.

مشاركة المقال: