الإثنين, 27 أكتوبر 2025 05:48 PM

دير الزور: مقتل شاب يشعل فتيل التوتر العشائري مع "قسد"

دير الزور: مقتل شاب يشعل فتيل التوتر العشائري مع "قسد"

أدى مقتل شاب في محافظة دير الزور على يد عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اليوم الاثنين، الموافق 27 من تشرين الأول، إلى تصاعد التوتر وحشد العشائر في المنطقة. وأفاد مراسل عنب بلدي بأن الشاب مجد الرمضان قتل برصاص عناصر "قسد" في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، بعد تجاوزه سيارتهم العسكرية.

تشهد المنطقة حالة من التوتر والتعبئة العشائرية عقب مقتل الشاب المنتمي إلى عشيرة "البكارة" المنتشرة في المنطقة، وسط دعوات للثأر من "قسد". وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر "قسد" أي بيان رسمي حول الحادثة، كما لم تتمكن عنب بلدي من التأكد من وجود أسباب أخرى لقتل الشاب بخلاف تجاوزه السيارة العسكرية.

تزايد التوترات

تشهد مناطق سيطرة "قسد" تزايدًا في التوترات ذات الطابع العشائري، والتي وصلت إلى حد الاشتباكات بين القوات المسيطرة على شمال شرقي سوريا وأفراد من العشائر. ففي 11 من أيلول الماضي، دعت عشيرة "الشعيطات" إلى النفير العام ضد "قسد" بعد اتهام القوات بقتل شاب واحتجاز جثته في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي. وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن "قسد" أعدمت ميدانيًا الشاب حكيم الرافع الخليف العبد الحسن، بعد رفضه التوقف على حاجز لها. وأضاف المراسل أن دورية "قسد" احتجزت الجثة ورفضت تسليمها لذوي الضحية. وانتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر دعوات لـ"الجهاد والنفير العام" عبر مآذن بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

وفي 30 من أيلول، أعلنت "قسد" أن قوات مجلس "هجين" العسكري التابع لها ألقت القبض على "متزعم" لإحدى خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي. بالمقابل، نفت مصادر أهلية في دير الزور ما ذكرته "قسد" حول إلقاء القبض على أحد أفراد تنظيم "الدولة"، موضحة أن "قسد" أعدمت ميدانيًا شخصًا مدنيًا في البلدة يدعى "عيسى العواد". وأكدت المصادر لمراسل عنب بلدي أن الشاب "مدني" وغير تابع لأي فصيل مسلح أو لتنظيم "الدولة". وذكرت أن شقيق القتيل استهدف قوة تابعة لـ"قسد" في البلدة ردًا على مقتل أخيه، ما أدى إلى إصابة بعض عناصرها. وأوضح مراسل عنب بلدي نقلًا عن أبناء المنطقة أن "قسد" تستعد لتنفيذ حملة مداهمات واسعة في بلدة "درنج" إثر التوتر الأمني هناك.

اشتباكات مع الجيش السوري

على الجانب الآخر، تحدث اشتباكات محدودة بين عناصر من الجيش السوري و"قسد" على طرفي نهر الفرات، الذي يقسم المحافظة بين الجانبين. وشهد ريف دير الزور الشرقي اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من "قسد" على طول خطوط التماس الفاصلة بين الطرفين على ضفتي نهر الفرات، في 25 من تشرين الأول الحالي. وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور حينها بأن الاشتباكات اندلعت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إذ جرى تبادل لإطلاق النار بين نقاط الجيش السوري المتمركزة في بلدة محكان وعناصر "قسد" في نقطة اللطوة ببلدة ذيبان الواقعة على الضفة المقابلة للنهر.

احتمالات المواجهة

تأتي هذه التوترات بالرغم من اتفاق 10 من آذار الماضي بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، والذي يقضي بدمج الأخيرة بمؤسسات الدولة. وفي الوقت الذي تتحدث فيه الأوساط السياسية عن استعصاء تنفيذ اتفاقية 10 من آذار، تلجأ "قسد" إلى تكثيف قبضتها الأمنية عبر الاعتقالات والتجنيد الإجباري، في محاولة لإحكام السيطرة على الداخل الذي يزداد احتقانًا، خصوصًا مع تصاعد مشاعر "السخط" بين العشائر العربية في الرقة ودير الزور، وفق حديث سابق للمحلل السياسي باسل المحمد إلى عنب بلدي. واعتبر أن هذا التوجس من تحركات العشائر يدفع "قسد" إلى خطوات استباقية قد تؤدي في النهاية إلى نتيجة عكسية، إذ تعمّق الفجوة مع الحاضنة الاجتماعية وتغذي احتمالات المواجهة.

مشاركة المقال: