أكد الباحث الاقتصادي إيهاب اسمندر على الأهمية الكبيرة لمشاركة الرئيس أحمد الشرع في مبادرة (مستقبل الاستثمار)، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تُدعى إليها سوريا منذ عام 2017، ما يجعل الدورة التاسعة للمبادرة بمثابة نقطة تحول على عدة أصعدة.
استراتيجياً، يرى اسمندر أن هذه المشاركة تعكس استمرار تطور العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية، والتي تشهد تقدماً ملحوظاً خلال عام 2025. كما أن اللقاء المرتقب بين الرئيس وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يمثل فرصة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويعتبر حضور الرئيس للمبادرة، إلى جانب أكثر من 20 رئيس دولة، بمثابة إعلان عن خروج سوريا من العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها. ويتوقع اسمندر أن تحقق سوريا مكاسب اقتصادية من خلال جذب الاستثمارات السعودية والدولية، بما يتماشى مع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ملتقى الاستثمار (السوري- السعودي) في شهر تموز الماضي، والتي بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 6.4 مليارات دولار.
وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الفعلية التي نتجت عن المبادرة في الدورة السابقة تجاوز 60 مليار دولار، مع توقعات بزيادة هذا الرقم في الدورة الحالية، وأن تحصل سوريا على حصة عادلة من هذه الاستثمارات. ويرى اسمندر أن هذه المبادرة تمثل خطوة عملية في مسار عودة سوريا إلى محيطها العربي والدولي من خلال البوابة السعودية، مع التأكيد على أهمية بذل الحكومة جهوداً كبيرة لطمأنة المستثمرين وتحسين بيئة الأعمال، والمضي قدماً في إصلاح الاقتصاد السوري وتحقيق الاستقرار الداخلي للاستفادة القصوى من المبادرة في الجانبين الاقتصادي والاستثماري.
الوطن – عبد الهادي شباط