الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 11:33 PM

السويداء: الأمن الداخلي يصف استهداف الحافلة بـ "الاعتداء الإرهابي" والحرس الوطني يتهم الحكومة

السويداء: الأمن الداخلي يصف استهداف الحافلة بـ "الاعتداء الإرهابي" والحرس الوطني يتهم الحكومة

وصف العميد حسام الطحان، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، حادثة استهداف حافلة على طريق دمشق-السويداء بأنه "اعتداء إرهابي"، معتبراً إياه "محاولة يائسة" لزعزعة الاستقرار. في المقابل، اتهم "الحرس الوطني" الذي شكله الشيخ حكمت الهجري، الحكومة بالوقوف وراء الحادث، وتوعد بالرد.

أسفر الهجوم عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين، حيث استهدفت الحافلة التي كانت تقل ركاباً من دمشق إلى السويداء، برصاص مجهولين، يوم الثلاثاء الموافق 28 من تشرين الأول.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العميد حسام الطحان قوله إن هذه "الجريمة" تأتي بعد يومين فقط من "استهداف ممنهج طال المدنيين ودوريات الأمن في ريف المدينة، من قبل ما سماها "عصابات خارجة عن القانون لا تسعى إلا إلى الفوضى والخراب في السويداء". وأشار إلى أن تكرار هذه الاعتداءات يؤكد أن "المخطط واحد، والهدف هو ضرب الاستقرار وترويع السكان".

وأكد الطحان أن هذه "المحاولات الإرهابية" لن تثني القوى الأمنية عن أداء واجبها، وأنهم سيواصلون متابعة التحقيقات بكل حزم لتحديد الفاعلين وردع هذه التعديات.

من جهته، قدم محافظ السويداء، مصطفى البكور، التعازي لذوي الضحايا، إثر ما وصفها بـ"الجريمة المؤلمة" التي استهدفت حافلة نقل الركاب على طريق دمشق–السويداء، من قبل من سماهم "مجهولين لا يعرفون للرحمة سبيلاً". واستنكر البكور عبر حسابه في "تلجرام"، حادثة الاستهداف، ودعا إلى كشف الجناة ومحاسبتهم، وإلى حماية الطرقات والأرواح من "عبث العابثين".

"الحرس الوطني" يتهم الحكومة

اتهم "الحرس الوطني" الذي شكله شيخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، الحكومة السورية بالوقوف وراء حادث الحافلة. وقال عبر بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن ما وصفها بـ"العصابات التابعة لسلطة الجولاني، أقدمت على استهداف الحافلة". وأكد "الحرس" التزامه بالتصدي لما سماه "كل أشكال الإرهاب"، مؤكداً "أن دماء الأبرياء لن تُترك دون ردّ، وأن كرامة الجبل وأهله فوق كل اعتبار".

ونقلت شبكة "الراصد" المحلية عن أحد المصابين أن الاستهداف جرى خلال تجاوز الحافلة التي يستقلونها حاجز الأمن العام في "المطلة" (وهي منطقة تقع داخل أراضي محافظة السويداء قرب مطار بليّ العسكري).

ولم تُعرف بعد هوية الجهة التي نفذت الاستهداف. وقالت محافظة السويداء، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إن الاستهداف جرى من قبل "مجموعة خارجة عن القانون"، ما أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين، وسط استنفار الجهات المعنية ومتابعة التحقيقات. وأدانت المحافظة الاستهداف واصفة إياه بـ "الجبان" قائلة: "نُدين هذا العمل الجبان الذي يستهدف أمن المواطنين وسلامة الطرق العامة".

الطريق آمن

تقول الحكومة السورية، إن طريق دمشق-السويداء آمن، حيث شكر محافظ السويداء مصطفى البكور، "وزارة الداخلية والجهات المعنية على جهودهم في تأمين طريق دمشق ـ السويداء"، في 25 من تشرين الأول الحالي. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت، في آب الماضي، استكمال الخطوات لتأمين طريق دمشق-السويداء، تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة، بعد توقفه على خلفية الأحداث التي بدأت منصف تموز الماضي. وقالت الوزارة في بيان لها، إنها ملتزمة بتلبية احتياجات السكان في السويداء وضمان تنقلهم وتجاوز آثار الأزمة. وأضافت أنها تسعى لاستكمال جميع الإجراءات اللازمة، بما يضمن بقاء الطريق آمناً أمام السكان وحركة التجارة، وذلك في إطار ما وصفته "مسؤوليتها الوطنية عن حفظ الأمن والاستقرار في مختلف المحافظات السورية".

أُغلق الطريق بين دمشق والسويداء، منذ بدء الأحداث في 13 من تموز الماضي، على خلفية اشتباكات متبادلة بين القوات الحكومية ومسلحي العشائر من جهة، وفصائل محلية في السويداء من جهة أخرى.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

مشاركة المقال: