الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 11:51 PM

نتنياهو يأمر بضربات قوية على غزة ردًا على انتهاك حماس لوقف إطلاق النار

نتنياهو يأمر بضربات قوية على غزة ردًا على انتهاك حماس لوقف إطلاق النار

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يوم الثلاثاء، الجيش بشن "غارات قوية" على قطاع غزة، وذلك بعد اتهام حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية. في المقابل، أعلنت الحركة أنها سترجئ عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساءً بسبب "خروقات" للهدنة من جانب إسرائيل.

أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة بأنه "عقب المشاورات الأمنية، وجّه رئيس الوزراء نتانياهو الجيش بتنفيذ غارات قوية وفورية على قطاع غزة".

يأتي هذا التطور بعد أن اتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية بانتهاك وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن أجزاء من الرفات الأخير الذي أعادته حماس ليل الاثنين تعود إلى رهينة سبق أن استعاد الجيش جثمانه من القطاع.

في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت حركة حماس أنها تعتزم تسليم جثة رهينة مساء اليوم نفسه، لتكون بذلك الجثة السادسة عشرة التي تعلن إعادتها إلى إسرائيل.

إلا أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، عادت وأعلنت مساء الثلاثاء أنها سترجئ هذه الخطوة "بسبب خروقات الاحتلال"، محذرة من أن "أي تصعيد صهيوني سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".

كانت حماس قد سلمت ليل الاثنين ما قالت إنه الجثمان السادس عشر من بين 28 جثمانًا لرهائن كانوا محتجزين لديها، ووافقت على إعادتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية، ودخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وأظهرت الفحوص الجنائية الإسرائيلية أن ما سلمته حماس كان بقايا رفات الرهينة الراحل أوفير تسرفاتي، الذي كان قد استُرجع من قطاع غزة في عملية عسكرية قبل نحو عامين، وفقًا لبيان صادر عن مكتب نتانياهو.

واتهم بيان رئيس الوزراء وبيان آخر لمنتدى عائلات الرهائن، حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان مكتب نتانياهو: "بعد استكمال عملية التعرف على الجثمان صباح اليوم، تبين أنه قد أعيد مساء أمس رفات يخص الرهينة الراحل أوفير تسرفاتي، الذي كان استُرجع من قطاع غزة في عملية عسكرية قبل نحو عامين".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرُسيان لصحافيين: "أؤكد لكم اليوم أن حماس حفرت حفرة في الأرض أمس، وضعت فيها أجزاء رفات أوفير بداخلها، ثم غطتها بالتراب وسلمتها للصليب الأحمر".

دعا منتدى عائلات الرهائن الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة" ضد حماس.

وقال المنتدى في بيان: "في ضوء الانتهاك الخطير للاتفاق من جانب حماس مساء الأمس… لا يمكن للحكومة الإسرائيلية تجاهل هذا (الأمر) ويتحتم عليها ألا تفعل ذلك، وعليه فإنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الانتهاكات".

ورأى البيان أن "حماس تعرف مكان الرهائن وتواصل التصرف باستهتار وتخدع الولايات المتحدة والوسطاء".

أما حركة حماس فنفت علمها بأماكن الرفات واصفة الادعاء بأنه "كاذب".

وأشار الناطق باسم الحركة حازم قاسم إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استمر لعامين جعل العديد من المواقع غير قابلة للتعرف عليها.

وقال قاسم: "ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار وتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين… ونعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك".

وأكد قاسم أن "هناك صعوبات كبيرة أمام البحث وعمليات الانتشال".

وفي غزة، عبّر عبد الحي الحاج أحمد (60 عاما) الذي عاد الإثنين إلى منزله في مخيم جباليا حيث وجد كل المنازل مدمرة، عن خشيته من استئناف الحرب.

وقال لفرانس برس: "خائف جدا أن ترجع الحرب، الآن يتهمون حماس أنها تماطل وهذه ذريعة لعودة التصعيد والحرب".

وأضاف الرجل الذي نصب قرب أنقاض منزله خيمة يقول إن قماشها مهترئ: "لم نتنفس بعد، نريد أن نرتاح".

اتهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حماس بالتلاعب وتأخير تسليم بقية الرفات، مطالبا بتدميرها بالكامل.

ونشر بن غفير عبر إكس: "إن حقيقة أن حماس تواصل اللعب ولا تسلم فورا جميع رفات موتانا، تُثبت بحد ذاتها أن هذه المنظمة الإرهابية لا تزال تقف على قدميها".

وأضاف: "حان الوقت لكسرها تمامًا وللأبد، يجب أن ندمرها بالكامل".

انضم وزير المال بتسلئيل سموطريتش إلى المطالبين بالتحرك ضد حماس.

ودعا على إكس أيضا إلى إعادة اعتقال كل الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في اتفاقية التبادل الأخيرة مع إسرائيل، كإجراء عقابي.

خُطف إبان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، 251 شخصا، أُفرج عن معظمهم أو اُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس عن استشهاد ما لا يقل عن 68531 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

في بيان لمنتدى عائلات الرهائن الثلاثاء، أكدت عائلة أوفير تسرفاتي أن أجزاء من رفاته أُعيدت إلى إسرائيل الليلة الماضية.

وذكر المنتدى أن تسرفاتي كان في مهرجان نوفا الموسيقي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما اقتيد إلى غزة وقُتل هناك.

وأضاف البيان أن هذه هي المرة الثالثة التي تُعاد فيها رفات تخص تسرفاتي، بعد أن أُعيد جثمانه في نهاية العام 2023، ثم أُعيدت أجزاء إضافية في آذار/مارس 2024.

وقالت العائلة: "هذه هي المرة الثالثة التي نُجبر فيها على فتح قبر أوفير وإعادة دفن ابننا. كان من المفترض أن يُغلق هذا الفصل في (كانون الأول)/ديسمبر 2023، لكنه فعليا لم يُغلق".

مشاركة المقال: