الجمعة, 31 أكتوبر 2025 07:23 AM

عمال الرقة يصارعون الغلاء: قصة معاناة بين تدني الأجور وارتفاع الأسعار

عمال الرقة يصارعون الغلاء: قصة معاناة بين تدني الأجور وارتفاع الأسعار

يواجه عمال الساحات في مدينة الرقة، والذين يُطلق عليهم محلياً "عمال المتحف"، ظروفاً اقتصادية قاسية. ففي ظل استمرار استخدام الليرة السورية في المعاملات اليومية، يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي ارتفاعاً كبيراً، مما أدى إلى زيادة حادة في أسعار السلع والخدمات، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على العمال ذوي الأجور المتدنية.

وفي تصريح خاص لـ سوريا 24، أوضح عيسى العايد، البالغ من العمر 45 عاماً، أنه يسكن في قرية السحل، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً عن مدينة الرقة. وأشار إلى أنه يأتي يومياً إلى المدينة بحثاً عن عمل بأجر زهيد لا يتجاوز 12 دولاراً، وغالباً ما يقضي وقتاً طويلاً في انتظار الفرص. وأضاف: "الأعمال التي نؤديها غالباً ما تكون شاقة، خاصة في مجال مواد البناء، حيث نضطر إلى رفع الأحمال الثقيلة على أكتافنا لعدة طوابق، مما يؤثر سلباً على صحتنا."

من جهته، أكد رياض الشيخ أن ظروف العمل صعبة للغاية، وأن الأجور لا تتناسب مع الجهد المبذول. وعبر عن استيائه قائلاً: "العمل شاق جداً، والأجور التي نتلقاها لا تغطي حتى الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم. لكننا مضطرون لقبول هذه الأجور لعدم وجود خيار آخر، فهي الوسيلة الوحيدة لتوفير لقمة العيش." وأضاف أن فرص العمل غير منتظمة، مما يضطر العمال للقبول بأجور زهيدة عند توافرها.

أما مصطفى الشعبان، وهو أيضاً عامل، فأكد أنهم يوافقون على العمل عند توفره، رغم قلة الأجور والتعب الشديد. وأضاف: "هناك أيام عديدة تمر دون أن نجد فرصة عمل واحدة، ونعود إلى بيوتنا خائبين." وأشار إلى أن تقلب سوق العمل وعدم استقراره يزيد من صعوبة تأمين دخل ثابت، مما يفاقم وضعهم الاقتصادي والمعيشي.

إن واقع العمال الذين يعانون من تدني الأجور وارتفاع الأسعار، خاصة مع تأثير تقلبات سعر صرف الدولار، يجعل من الصعب عليهم توفير حياة كريمة لأسرهم، مما يخلق حلقة مفرغة من الفقر والضغط النفسي والجسدي. تحتاج هذه الفئة العاملة إلى اهتمام أكبر من الجهات المعنية، حيث يتطلع عمال الساحات إلى تحسين ظروف عملهم، وزيادة أجورهم، وتوفير فرص عمل أكثر استقراراً. قصة عمال المتحف في الرقة هي مثال حي على الكفاح المستمر رغم الصعوبات، وتستدعي تسليط الضوء على هذه التحديات والعمل على حلها.

مشاركة المقال: