الخميس, 30 أكتوبر 2025 05:07 AM

البرازيل تحت الصدمة: مقتل 119 شخصًا في أعنف مواجهات مع الشرطة في تاريخ ريو دي جانيرو

البرازيل تحت الصدمة: مقتل 119 شخصًا في أعنف مواجهات مع الشرطة في تاريخ ريو دي جانيرو

أعلنت السلطات البرازيلية، الأربعاء، عن مقتل ما لا يقل عن 119 شخصًا في مدينة ريو دي جانيرو، في واحدة من أعنف العمليات الأمنية التي شهدتها البلاد، وهي حصيلة أثارت صدمة الرئيس لولا دا سيلفا.

ووسط حالة من الحزن والغضب، واصل سكان المدينة، الأربعاء، انتشال الجثث في أعقاب العملية الأمنية التي استهدفت إحدى أكبر عصابات تهريب المخدرات في البرازيل.

بعد الإعلان عن نحو ستين حالة وفاة، الثلاثاء، أشارت سلطات ريو دي جانيرو إلى أن الحصيلة الأولية بلغت 119 قتيلاً على الأقل، بينهم 115 مشتبهاً بهم وأربعة من عناصر الشرطة.

من جهته، أحصى مكتب المحامي العام، وهو وكالة حكومية في المدينة تقدم المساعدة القانونية للفئات الأكثر ضعفاً، ما لا يقل عن 132 قتيلاً.

وتُعدّ المداهمات التي نُفذت، الثلاثاء، ضد شبكات تهريب المخدرات في كومبليكسو دا بينيا وكومبليكسو دو أليماو، وهما مجمعان سكنيان ضخمان لمدن الصفيح في شمال المدينة، تذكيراً صارخاً بقوة عصابات الجريمة المنظمة في البرازيل، وتثير تساؤلات جدية حول أساليب الشرطة.

وانتشل السكان، الأربعاء، عشرات الجثث من غابة في أعلى حيّ كومبليكسو دا بينيا، ووضعت بالقرب من أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى مجمع كومبليكسو دا بينيا، وفقاً لمراسلي فرانس برس.

وقد شهد الثلاثاء أكبر عملية شرطة على الإطلاق في المدينة، حيث حشدت 2500 عنصر ضد "كوماندو فيرميليو"، الجماعة الإجرامية الرئيسية في ريو والتي تعمل في الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان والتي تقطنها الطبقة العاملة.

وبعد أكثر من عام من التحقيقات و113 اعتقالاً، كانت العملية "ناجحة"، بحسب توصيف الحاكم اليميني لولاية ريو دي جانيرو كلاوديو كاسترو.

لكن الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أبدى "صدمته" بعدد القتلى، وفق ما نقل وزير العدل ريكاردو ليفاندوفسكي الذي أشار إلى أن الحكومة الفدرالية في برازيليا لم تكن على علم مسبق بالعملية.

وقبل أيام من استضافة قادة العالم في بيليم بمنطقة الأمازون لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب30)، وجدت البرازيل نفسها أمام إحدى أكثر المحطات دموية في تاريخها الحديث.

وأثارت أحداث الثلاثاء إدانات دولية.

ومن هذه المواقف، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "صدمتها"، داعية إلى "تحقيقات سريعة".

واعتبرت أكثر من 30 منظمة غير حكومية، بينها منظمة العفو الدولية، أن ريو دي جانيرو مدينة غارقة في "حالة رعب" بسبب عملية الشرطة.

ويعود أعنف تدخل للشرطة في تاريخ البرازيل قبل الثلاثاء الى العام 1992، عندما قُتل 111 سجينا أثناء قمع أعمال شغب في سجن كارانديرو بالقرب من ساو باولو.

وقد سادت الفوضى الثلاثاء أجزاء كبيرة من ريو التي تجذب ملايين السياح سنويا.

عُلّقت الدراسة في المدارس، وتعطلت المواصلات العامة بشكل كبير، وتقطعت السبل بآلاف السكان الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم. غير أن الحياة عادت تدريجيا إلى طبيعتها الأربعاء.

مشاركة المقال: