الجمعة, 31 أكتوبر 2025 03:50 AM

من النبك إلى العالمية: تجربة رائدة في زراعة الزعفران تضيء مستقبل الزراعة السورية

من النبك إلى العالمية: تجربة رائدة في زراعة الزعفران تضيء مستقبل الزراعة السورية

في مدينة النبك بمنطقة القلمون، تتجه الأنظار نحو مبادرة زراعية فريدة يقودها المزارع ياسر رشيد، الذي يخوض غمار تجربة زراعة الزعفران للمرة الأولى. تهدف هذه الخطوة إلى تقييم مدى نجاح هذا المحصول القيّم في البيئات الجبلية، وفتح آفاق جديدة للمزارعين في المنطقة.

صرّح رشيد لـ"سوريا 24" قائلاً: "قمنا بزراعة حوالي خمسة كيلوغرامات من بصيلات الزعفران في مساحة لا تتجاوز المئة متر مربع، وذلك بهدف اختبار جودة المياسم ومدى توافق النبات مع مناخ القلمون. إذا كانت النتائج مشجعة، فسنقوم بتوسيع المشروع في السنوات القادمة".

وأوضح أن مشروع الزعفران يندرج ضمن مزرعته الممتدة على مساحة 30 دونمًا، والتي تضم تشكيلة واسعة من النباتات العطرية والطبية، مثل الوردة الشامية، وإكليل الجبل، والخزامى، والزعتر، والبابونج الألماني. وأكد أن نتائج تجربة الزعفران حتى الآن تبعث على التفاؤل، حيث بلغت نسبة الإنبات 95%، مما يعكس جودة التربة وملاءمة المناخ للزراعة.

على الرغم من ذلك، تواجه التجربة تحديات اقتصادية كبيرة، حيث يصل سعر بصيلة الزعفران إلى حوالي دولارين أمريكيين، مما يزيد من التكاليف على المزارعين في بداية المشروع. وأضاف رشيد: "زراعة الزعفران مكلفة للغاية، لذلك اقتصرنا على مساحة صغيرة هذا العام لمراقبة النتائج قبل التوسع، ولكن المؤشرات الأولية واعدة".

يُعتبر الزعفران من أغلى المحاصيل في العالم، إذ يتطلب إنتاج 30 غرامًا منه حوالي 4 آلاف زهرة، وهو ما يبرر ارتفاع سعره في الأسواق. ولا يقتصر استخدامه على الطهي، بل يدخل أيضًا في الصناعات الدوائية والعطرية نظرًا لفوائده الطبية ومكوناته النادرة.

ياسر رشيد ليس بجديد على مجال الزراعة العطرية، فهو صاحب مشروع "قلمون روز للوردة الدمشقية والنباتات العطرية والطبية". يعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عامًا، ولديه خبرة واسعة في تصدير الوردة الشامية إلى الأسواق الأوروبية، مما يمنحه فهمًا عميقًا لأهمية المحاصيل ذات القيمة المضافة في دعم الاقتصاد المحلي.

تعتبر مشاريع مثل زراعة الزعفران دعامة أساسية للاقتصاد الزراعي المحلي في ريف دمشق، حيث توفر فرص عمل، وتعزز تنويع الإنتاج الزراعي، وتفتح آفاق التصدير لمنتجات سورية نادرة وعالية الجودة.

في هذا السياق، تشجع مديرية زراعة دمشق وريفها على التوسع في هذه المشاريع الاستثمارية الواعدة، باعتبارها خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الجبلية.

ويؤكد المختصون أن نجاح تجربة زراعة الزعفران في النبك قد يحول منطقة القلمون إلى مركز هام لإنتاج هذا "الذهب الأحمر" في سوريا، مما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويوفر مصدر دخل جديد للمزارعين في المنطقة.

مشاركة المقال: