الجمعة, 31 أكتوبر 2025 04:52 PM

غزة تحت القصف: إسرائيل تستغل الهدنة وتوسع بنك الأهداف بغطاء أمريكي

غزة تحت القصف: إسرائيل تستغل الهدنة وتوسع بنك الأهداف بغطاء أمريكي

يوسف فارس - خلّفت الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، والتي وقعت ليل الثلاثاء-الأربعاء، أكثر من 100 شهيد خلال 10 ساعات فقط. وقد صاحب ذلك موقف أمريكي مساند، اعتبر أن وقف إطلاق النار لا يزال سارياً رغم الخسائر الفادحة والنسق الإبادي للغارات، بالإضافة إلى صمت الدول الوسيطة. هذا الوضع أثار نظرة شعبية ورسمية مغايرة لمفهوم وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 تشرين الأول الجاري.

بات واضحاً أن الإسرائيليين قاموا بتكييف الاتفاق ليناسب احتياجاتهم الأمنية المتجددة والمتغيرات السياسية الداخلية التي تتطلب التصعيد في أوقات حرجة. القصف استهدف عشرات الأهداف من شمال القطاع إلى جنوبه، ودمر مباني سكنية على رؤوس ساكنيها.

أفاد مركز غزة لحقوق الإنسان بأن "هجمات إسرائيل على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 110 مواطنين، بينهم 35 طفلاً و46 امرأة، في انتهاك صارخ ومتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف المركز أن "الطائرات الإسرائيلية شنت عشرات الغارات التي تركزت على استهداف المدنيين وقتلهم جماعياً دون مبرر".

وذكر المركز أن مبرر إسرائيل لأعمال الانتقام الجماعي الوحشية، والمتمثل في مقتل جندي إسرائيلي في رفح، هو مبرر مشين، خاصة وأن المنطقة تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. وأكد أن السلوك الإسرائيلي يعكس استخفافاً بحياة المدنيين، وأنهم وثقوا أكثر من 197 حادثة قصف وإطلاق نار ارتكبتها القوات الإسرائيلية، أسفرت عن استشهاد 194 فلسطينياً، بينهم نحو 60 طفلاً، وإصابة نحو 500 آخرين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نجح في تحويل الحرب من شاملة تضر بشرعية دولته إلى حرب نقطية مدعومة بشرعية أمريكية.

كل ذلك تجاوز ما تم تداوله عن أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منح إسرائيل فرصة للرد على خروقات «حماس»، ليصل إلى منح إسرائيل الإذن بتغيير بنود الاتفاق، بشكل يسمح باستمرار الحرب بطريقة أخرى، حيث تستغل الأخيرة حالة الهدوء في صناعة بنك أهداف دسم من الشخصيات النوعية التي نجت طوال عامين من الحرب من الاغتيال. وبدا أن هناك التزامات أميركية جانبية تجاه إسرائيل بجانب الاتفاق الأساسي، بما يخص حرية العمل العسكري في غزة. وعليه، فقد نجح رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في تحويل الحرب من حرب شاملة تأكل من شرعية دولته، إلى حرب نقطية مدعومة بشرعية أميركية وصمت دولي.

وفقاً لمزاعم جيش الاحتلال، استطاع سلاح الجو خلال ليلة واحدة من القصف الجوي المركز اغتيال شخصين يحملان رتبة قائد كتيبة في المقاومة، واثنين يحملان رتبة نائب قائد كتيبة، و16 عنصراً يحملون رتبة قائد سرية، و5 من المقاومين الذين نفذوا إغارات في يوم السابع من أكتوبر، من بينهم ثلاثة قادة من قوة النخبة في المقاومة.

أكد ضباط في أمن المقاومة أن "الاحتلال يستغل فترات الهدوء النسبي والهدنة وحالة التراخي العامة من أجل جمع المعلومات عن المقاومين، بما يشمل سجلات التواصل، والروتين اليومي، وأماكن العمل والمبيت، وغير ذلك من التفاصيل الشخصية. وأن الاحتلال يعتمد في ذلك على المصادر الفنية كالاختراق، والتنصت، والطائرات المسيرة، إضافةً إلى المصادر البشرية الأكثر أهمية والمتمثلة في العملاء على الأرض، الذين يضطلعون برصد المقاومين وتحركاتهم ونقلها إلى أجهزة العدو".

وعلى الصعيد الميداني، شهد يوم أمس هدوءاً، باستثناء تنفيذ عدد من عمليات نسف المباني في مناطق «الخط الأصفر».

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: