السبت, 1 نوفمبر 2025 12:48 AM

الرستن تختنق: ازدحام مروري خانق يهدد حياة السكان مع استمرار أزمة جسر الرستن

الرستن تختنق: ازدحام مروري خانق يهدد حياة السكان مع استمرار أزمة جسر الرستن

تعاني مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي من ازدحام مروري حاد على طرقاتها الداخلية، وذلك في ظل غياب حلول جذرية لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة التي تهدد حياة السكان، خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد.

تعود جذور المشكلة إلى تدمير "جسر الرستن الكبير"، الذي كان يشكل نقطة وصل حيوية بين شمال سوريا وجنوبها، إثر القصف الروسي الذي استهدف الجسر قبل عدة أشهر. وقد أدى هذا التدمير إلى تحويل مسار الطريق الدولي إلى داخل المدينة.

يبلغ عدد سكان الرستن اليوم أكثر من 85 ألف نسمة، وذلك بعد عودة أعداد كبيرة من النازحين إليها، على الرغم من الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة خلال ثماني سنوات من الصراع، عندما كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة.

منذ تدمير الجسر، تحولت شوارع المدينة، التي صُممت في الأصل لخدمة حركة السكان المحليين، إلى ممر إجباري للشاحنات والمركبات العابرة بين المحافظات، مما تسبب في اختناقات مرورية يومية وحوادث مميتة.

يقول مراد سعد الدين، أحد أبناء المدينة، في حديث لمنصة: "بعد تدمير جسر الرستن الكبير، الذي يربط شمال سوريا بجنوبها، من قبل النظام البائد أثناء معركة ردع العدوان لمنع تقدّم قواته، تم تحويل مسار الطريق الدولي M5 إلى داخل مدينة الرستن، التي يبلغ عدد سكانها حاليًا أكثر من 85 ألف نسمة. وقد تعرّضت المدينة خلال ثماني سنوات من تواجد فصائل المعارضة فيها لقصفٍ مكثف بكافة أنواعه من قبل النظام البائد".

وأضاف: "اليوم، تُعد الرستن مدينة منكوبة من جميع النواحي الخدمية، وأبرزها قطاع الطرق، الذي بات يشكّل كارثة حقيقية على حياة السكان، خصوصًا مع بدء العام الدراسي، فقد أدّى تحويل حركة السير عبر شوارع المدينة إلى وقوع أكثر من 10 حالات وفاة بسبب السرعة الزائدة".

وتابع: "ورغم محاولات مبادرات شعبية، مثل منتدى الرستن التنموي، التي وضعت مطبّات صناعية على الطرقات، فإن هذه الحلول لم تُجدِ نفعًا، خاصة مع ازدياد استخدام سيارات حديثة لا تتأثر بهذه المطبّات، وقد وجّه السكان مناشدات متكررة إلى قيادة شرطة محافظة حمص لوضع إشارات مرورية ونشر دوريات مرور على الطريق الذي تسلكه المركبات العابرة، بهدف الحد من الحوادث والسرعات الزائدة".

من جهته، يشير محمود سليمان، من سكان ريف حمص الشمالي، في حديث لمنصة ، إلى أن المشكلة لا تقتصر على شوارع الرستن الرئيسية، بل تمتد إلى الطرق الفرعية المؤدية إلى الأوتوستراد، فيقول: "ثمّة مشكلة كبيرة، خاصة بعد تضرر جسر الرستن والطريق الرئيسي المؤدي إلى الأوتوستراد، فقد جرى تحويل حركة السير إلى داخل مدينة الرستن عبر طريق واحد فقط".

وتابع: "الخطر الحقيقي يكمن في الطرق الفرعية المؤدية إلى الأوتوستراد الرئيسي، إذ إنها طرق خطرة جدًا. يطالب السكان بوضع دوريات مرورية في تلك المناطق، وفي تلك التقاطعات، لتنظيم حركة المرور، خصوصًا في أوقات خروج الطلاب من المدارس، وعندما تأتي سيارة من الاتجاه المعاكس".

وأشار إلى أن الأوتوستراد هو أول طريق رئيسي وقد أصبح طريقًا نظاميًا، لذلك، فإن المشكلة هنا كبيرة، والازدحام داخل مدينة الرستن شديد، حسب تعبيره.

ويطالب أهالي الرستن اليوم بتدخل عاجل من محافظة حمص والجهات المعنية في وزارة النقل، لإيجاد حلول مستدامة، تبدأ بنشر دوريات مرورية دائمة، وتركيب إشارات ضوئية عند المدارس والتقاطعات الخطرة، وصولًا إلى الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل الجسر أو بناء جسر بديل يعيد توجيه حركة المرور العابرة خارج النسيج السكاني للمدينة.

يُشار إلى أن عبد الرزاق الخطيب، منسق قسم المشاريع في الدفاع المدني السوري، أكد في حديث ل، نهاية آب الماضي، أن أعمال إعادة تأهيل جسر الرستن تشمل المسربين الرئيسيين بعرض 8.5 أمتار لكل منهما، إضافة إلى جزيرة وسطية وأرصفة جانبية.

وبيّن أن الجدول الزمني المخطط لإنهاء الترميم هو مع بداية عام 2026، وبعدها سيتم تسليم الجسر إلى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، التي ستتولى وضع خطة صيانة دورية ومنتظمة للجسر بعد إعادة تشغيله.

مشاركة المقال: