السبت, 1 نوفمبر 2025 08:57 PM

الداخلية السورية تفتح الباب لعودة الضباط المنشقين ودمجهم في صفوفها

الداخلية السورية تفتح الباب لعودة الضباط المنشقين ودمجهم في صفوفها

في خطوة مهمة نحو إعادة بناء المؤسسات الوطنية، أعلنت وزارة الداخلية عن بدء خطة لإعادة دمج الضباط المنشقين في صفوفها، وذلك وفق ضوابط ومعايير مهنية جديدة تهدف إلى الاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم.

يأتي هذا القرار بعد اجتماع موسع مع الضباط المنشقين، حيث تم تشكيل لجنة لدراسة أوضاعهم وإعادة تصنيفهم، بما يتيح للوزارة الاستفادة المثلى من اختصاصاتهم، تماشيًا مع التوجهات الجديدة للوزارة بعد إعادة هيكلة كوادرها الداخلية.

أنهت اللجنة المختصة أعمالها خلال الأيام الماضية، وقررت تثبيت أكثر من 260 ضابطًا في مواقعهم الوظيفية بعد استكمال متطلبات العودة إلى الخدمة. وسيتم لاحقًا استكمال مراحل إعادة توزيع بقية الضباط العائدين ضمن الإدارات المعنية في الوزارة.

أكد وزير الداخلية المهندس "أنس خطاب" أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز الانتماء وترسيخ المصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن الأبواب مفتوحة أمام جميع الضباط الموجودين خارج البلاد للعودة والانخراط في مؤسسات الدولة بما يتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم.

أضاف الوزير أن الوزارة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى رفع كفاءة العمل الأمني وتوحيد الجهود الوطنية تحت راية القانون، مشددًا على أن المرحلة القادمة ستشهد تركيزًا أكبر على التدريب وإعادة التأهيل بما يضمن أداءً مؤسساتيًا منضبطًا ومهنيًا.

اعتبر مراقبون أن إعادة دمج الضباط المنشقين الذين عادوا إلى البلاد بعد التحرير، والدعوة إلى ترحيب من هم في الخارج، تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو ترميم الثقة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية. ويرى الكثيرون أن هؤلاء الضباط، الذين انحازوا إلى الشعب منذ انطلاق الثورة، منحوا الثورة صكها الوطني وأكدوا مشروعيتها كحراك شعبي وطني أصيل.

يأتي هذا القرار في إطار مشروع وطني شامل يهدف إلى تعزيز اللحمة الداخلية ورفع كفاءة مؤسسات الدولة، على طريق بناء سوريا حرة أبيّة بأبنائها الحقيقيين.

وفقًا لمراقبين، يعكس هذا القرار توجهًا نحو طيّ صفحة الانقسام، وفتح باب العودة أمام الكفاءات الوطنية التي ابتعدت عن مؤسسات الدولة خلال سنوات الصراع. وهو مؤشر على رغبة حقيقية في ترميم النسيج الوطني وإعادة الثقة بين أبناء الوطن الواحد.

كما أن الضباط المنشقين يمتلكون خبرات ميدانية ومهنية كبيرة، وعودتهم تساهم في رفع كفاءة العمل المؤسسي داخل وزارة الداخلية، خاصة في مرحلة إعادة البناء وإعادة التنظيم. وهذا القرار يمثل رسالة سياسية للداخل والخارج بأن الدولة تسعى إلى احتواء أبنائها بدل معاقبتهم، مما قد يسهم في تشجيع مزيد من العائدين، ويعطي انطباعًا عن نية جدية في المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة بين مكوّنات المجتمع.

عودة الضباط الذين كانت لهم مواقف وطنية في مراحل سابقة يمكن أن تسهم في تحسين صورة الأجهزة الأمنية لدى الشارع، خاصة إذا رافقها التزام جدي بمعايير مهنية وإنسانية في العمل الأمني.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: