علا محمد: بعد سنوات من العزلة، فتحت المدينة الجامعية في دمشق أبوابها لصحيفة "الثورة"، لتشهد عن كثب التغييرات التي طرأت عليها، بدلاً من مجرد نقل الروايات.
في الوحدة الرابعة، استقبلت المشرفة مها العلي فريق الصحيفة، وأشارت إلى التحسينات الملحوظة بعد التغيير الإداري، وعلى رأسها تقليل عدد الطالبات في الغرفة الواحدة من سبع أو ثماني طالبات إلى أربع فقط، ليصبح العدد الإجمالي في الوحدة لا يتجاوز 60 طالبة. وأضافت أن الوحدة تتكون من خمسة طوابق، وكل طابق يضم أربعة حمامات، وأن أعمال الترميم تجري على مراحل.
كما تم تمديد كابلات الإنترنت في الوحدة، معتبرة ذلك إنجازاً كبيراً خلال شهر واحد فقط.
الطالبة سيدرا محمد من كلية الإعلام، أكدت خلال جولتنا في الغرف، أن الخدمات كانت سيئة قبل هذا العام، مع انقطاع دائم للكهرباء والماء، لكن الوضع تغير الآن، وأصبح التيار الكهربائي متوفراً على مدار الساعة والمياه الساخنة متاحة، مشيرة إلى أن الإزعاج الوحيد هو التنقل بين الكتل للاستحمام بسبب أعمال الترميم.
وفي الكتلة الثانية، أوضحت الطالبة حلا عثمان أن الحمامات تم ترميمها بالكامل، وأن الوضع أفضل بكثير بعد تقليل عدد الطالبات في الغرفة، لكن مشكلة التدفئة لا تزال قائمة بسبب منع استخدام السخانات.
في الوحدة السابعة، أكد المشرف فراس صبح أن الوضع جيد ولا تحتاج الوحدة إلا لإصلاحات عامة.
أما الوحدة الرابعة عشرة، التي تضم نحو 500 طالبة، فكانت تعاني من سوء في الحمامات والمطابخ، ويجري ترميمها بالكامل حالياً، بحسب المشرفة ناريمان الفروة، التي أشارت إلى نية الإدارة بنقل الطالبات إلى الكتلة المجاورة لحين انتهاء أعمال الترميم. وأكدت الطالبتان بشرى السموري وهبة عزيز حسون تحسن الخدمات وتطلعهما لانتهاء الترميم.
وفي الوحدة الأولى للذكور، التي تضم 410 غرف، أكد المشرف أحمد العسكر أن أعمال الترميم في المرافق الصحية أوشكت على الانتهاء، وتم تركيب أنظمة طاقة شمسية لتوفير المياه الساخنة. وأوضح الطالب ليث أبو شقير أن الخدمات جيدة، رغم وجود بعض المشكلات في الحمامات.
مدير المدينة الجامعية في دمشق، الدكتور عماد الدين الأيوبي، أكد أن المدينة الجامعية ما زالت تعمل كهيئة مستقلة وفق القانون /29/ لعام 2022، وأن المرحلة الجديدة شهدت تعديلات إدارية وهيكلية شاملة، بهدف تكوين فريق عمل متكامل لإدارة المدينة الجامعية بالشكل الأمثل. كما تم إحداث مكتب للعلاقات العامة يهتم بمتابعة الأمور الخدمية، وعيادة نفسية وخدمة اجتماعية لخدمة الطلاب والإشراف عليهم، وفريق تطوعي من الطلاب للمشاركة في إنجاح الفعاليات والملتقيات الطلابية.
وأشار إلى أن ترميم الوحدات السكنية هو أحد أولويات الإدارة، ويتم ذلك وفق الإمكانات المتاحة، لحين إقرار الموازنة العامة لعام 2026 ورصد موازنة خاصة للمدينة الجامعية.
كما صرح بإلغاء غرف الـ VIP السابقة، وأن الإدارة اتخذت خطوات لضمان التوزيع العادل للطلاب بين الغرف والخدمات، من خلال تشكيل لجنة لمعاينة الغرف بشكل دوري وتحديد النواقص. وأكد وجود مديرية خاصة تهتم بالشكاوى الطلابية، وأن تنظيم الدخول والخروج للطلاب صار منظماً.
وبين الأيوبي أن الإدارة تسعى إلى تحويل المدينة الجامعية إلى مجمع طلابي متكامل، يشمل مرافق تعليمية وخدمية، وأنه تم إحداث دورات تدريبية متخصصة للطلاب، إلى جانب برامج مجانية لتطوير اللغة.
وأوضح أن التحدي الأكبر يكمن في ضعف الموازنة، وأن المدينة الجامعية تعتمد حالياً على الموارد الذاتية والمخصصات وفق الموازنة الاثني عشرية.
مدير التطوير والتحديث أمين الزهراني أوضح أن المدينة شهدت مشاريع نوعية بعد التحرير شملت الكهرباء والمياه، وإعفاء خط المدينة من التقنين، وتحسين الإنترنت، وترميم المكتبة الصيفية المركزية والملاعب الثلاثة وإنشاء حدائق جديدة.
وأشار إلى وحدة إنتاج منظفات داخلية لتوفير الاكتفاء الذاتي، والبدء في إنشاء جامع كامل ومجمع طبي.
وفي اتصال هاتفي، أوضح الدكتور جهاد الناقولا، اختصاصي علم الاجتماع، أهمية تحسين بيئة السكن الجامعي وتأثيره المباشر على حياة الطلاب والتحصيل الأكاديمي، وأهمية تفعيل الأنشطة الثقافية والندوات العلمية.
واقترح تفعيل خط ساخن عبر المكتب الإرشادي، يسمى “الفضفضة”، وإيجاد مدونات سلوك عبر شاشات مرئية.
ختاماً، إن كانت هذه الجولة الأولى لـ"الثورة" في رحاب المدينة الجامعية، فلن تكون الأخيرة.