انتقد بيتر تيده، كبير كتّاب صحيفة بيلد الألمانية، تصريحات وزير الخارجية يوهان فادهفول (من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي) بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، معتبراً إياها "إهانة" وغير مقبولة. وكان الوزير قد صرح بأن حجم الدمار في سوريا يجعل عودة اللاجئين السوريين في الوقت الحالي أمراً غير ممكن.
وأشار الكاتب إلى أن فادهفول، الذي عينه المستشار فريدريش ميرتس وزيراً للخارجية على الرغم من قلة خبرته الدولية، قد أثبت خلال زيارته لسوريا هذا الأسبوع سبب اعتبار الكثيرين تعيينه خطأً. فبعد جولة قصيرة، صرح الوزير بأنه "لم يشهد من قبل مثل هذا الحجم من الدمار"، مضيفاً أن "عودة اللاجئين السوريين في الوقت القريب غير ممكنة".
ويرى تيده أن هذا التصريح يعكس ضعفاً في الرؤية السياسية ويتناقض مع توجهات الحكومة التي تناقش حالياً إعادة اللاجئين إلى سوريا وأفغانستان. وأضاف أن هذا الموقف يمنح محاكم اللجوء في ألمانيا ذريعة جديدة لوقف الترحيلات، قائلاً بسخرية: "سيقول القضاة الآن ببساطة: الوزير نفسه قال إن العودة غير ممكنة!"
وانتقد الكاتب بشدة منطق الوزير، متسائلاً: "من الذي سيعيد إعمار سوريا إذن؟ من سيجعلها جميلة وملائمة حتى ترضي معايير الوزير الألماني؟" وأشار إلى أن ألمانيا نفسها كانت مدمرة بالكامل بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك عاد ملايين الألمان واللاجئين وبنوا كل شيء بأيديهم. وتساءل تيده: "هل كان حال ألمانيا عام 1945 أفضل من حال سوريا اليوم؟ بالطبع لا. ومع ذلك عاد الجميع، وبنوا وطنهم من جديد. فكيف يصبح إعادة إعمار سوريا اليوم أمراً (غير مقبول) على السوريين؟"
واعتبر الكاتب أن الوزير فادهفول أثبت مرة أخرى فشله في مهمته، مشيراً إلى أن الصين ألغت زيارته المقررة مؤخراً بسبب "عدم وجود مواعيد مناسبة"، وأنه خلال أزمة غزة كان مجرد "مشاهد" بلا دور فعّال. وختم تيده مقاله قائلاً إن فادهفول كان من المفترض أن يمثل بداية جديدة في السياسة الخارجية الألمانية بعد عهد وزيرة الخارجية السابقة من حزب الخضر، لكنه بدلاً من ذلك أظهر عجزاً سياسياً واضحاً، وتصريحه عن سوريا أكبر دليل على ذلك.