شهدت أطراف بلدة ولغا في ريف السويداء الغربي، فجر اليوم الأحد 2 تشرين الثاني، تجددًا للمناوشات بين عناصر الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية والفصائل المحلية في السويداء. وأفاد مراسل عنب بلدي أن هذه المناوشات، التي أصبحت شبه يومية، تجددت حوالي الساعة الثانية فجرًا.
وذكر المراسل أن تبادلًا لإطلاق النار جرى بين عناصر الأمن العام وعناصر الفصائل المحلية التابعة لشيخ الموحدين الدروز في السويداء، حكمت الهجري، ووصف الوضع بأنه تبادل إطلاق نار معتاد وليس اشتباكات مباشرة.
في المقابل، أصدرت قيادة قوات "الحرس الوطني"، التي شكلها شيخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، بيانًا ذكرت فيه أن مجموعة من عناصر الحكومة السورية حاولت التسلل فجر اليوم باتجاه إحدى نقاطها في المحور الغربي، عبر الطرق الزراعية المحاذية لبلدة ولغا. واعتبر "الحرس" هذا العمل "خرقًا واضحًا للهدنة، وتجسيدًا لاستمرار نهج عدم الالتزام الذي تتبعه سلطة دمشق". وأضاف البيان أن وحدات "الحرس" رصدت التحرك وتعاملت معه على الفور، وأوقعت أفراد المجموعة بين قتيل ومصاب، دون تسجيل أي خسائر في صفوفها.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة لمراسل عنب بلدي أنه لا يوجد أي تأكيد لوقوع إصابات بين عناصر قوى الأمن العام. وأكد مكتب العلاقات العامة لمحافظة السويداء لعنب بلدي أنه في حال وجود إصابات في صفوف عناصر الأمن العام، فإن وزارة الداخلية السورية ستعلن عنها، كون العناصر يتبعون لها.
خرق للهدنة
وصف الناطق الرسمي باسم "الحرس الوطني"، طلال عامر، في حوار مع وكالة "هاوار"، المقربة من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الهجوم الذي شنته عناصر الحكومة السورية بأنه خرق يجسد "النهج الإجرامي" الذي تتبعه السلطة الحاكمة لدمشق في عدم الالتزام بالهدنة. وأضاف أنه يأتي ضمن "سلسلة اعتداءات طالت أحياء سكنية ومدارس وحافلات تقل حالات إنسانية وقطعت طرقًا أمام قوافل إغاثية". وأكد عامر جاهزية قوات "الحرس الوطني" للتصدي لمثل هذه الخروقات والتعديات بشكل حاسم وفوري ورادع، بما يحافظ على "أمن الجبل وأمان أهله". ولم تصدر الحكومة السورية أي بيان حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
عودة الهدوء
أكد مراسل عنب بلدي أن المنطقة تشهد هدوءًا حذرًا منذ صباح اليوم، ولم يسجل أي هجوم بعد المناوشات التي وقعت فجرًا. وقد ازدادت وتيرة المناوشات في الفترة الأخيرة، وأصبحت شبه يومية بين الطرفين، إلا أنها لم تصل إلى مستوى الاشتباكات.
استهداف حافلة
في 28 تشرين الأول الماضي، قُتل مدنيان وأصيب آخرون جراء استهداف حافلة تنقل ركابًا من مدينة دمشق إلى السويداء برصاص مجهولين. ونقلت شبكة "الراصد" المحلية عن أحد المصابين أن الاستهداف وقع خلال تجاوز الحافلة التي يستقلونها حاجز الأمن العام في "المطلة"، وهي منطقة تقع داخل أراضي محافظة السويداء قرب مطار بليّ العسكري.
وصف قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد حسام الطحان، حادثة استهداف الحافلة على طريق دمشق- السويداء بـ"الاعتداء الإرهابي"، معتبرًا إياها "محاولة يائسة" لزعزعة الاستقرار. في المقابل، اتهم "الحرس الوطني" الذي شكله الشيخ حكمت الهجري الحكومة بالوقوف وراء الحادث، متوعدًا بالرد.
"الحرس الوطني" يتهم الحكومة
اتهم "الحرس الوطني" الحكومة السورية بالوقوف وراء حادث الحافلة، وقال عبر بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن "العصابات التابعة لسلطة الجولاني أقدمت على استهداف الحافلة". وأكد "الحرس" التزامه بالتصدي لما سماه "كل أشكال الإرهاب"، مؤكدًا "أن دماء الأبرياء لن تُترك دون ردّ، وأن كرامة الجبل وأهله فوق كل اعتبار".
وقالت محافظة السويداء، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إن الاستهداف جرى من قبل "مجموعة خارجة عن القانون"، ما أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين، وسط استنفار الجهات المعنية ومتابعة التحقيقات. وأدانت المحافظة الاستهداف واصفة إياه بـ"الجبان" قائلة: "نُدين هذا العمل الجبان الذي يستهدف أمن المواطنين وسلامة الطرق العامة".
أحداث السويداء
بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، وتطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.