الإثنين, 3 نوفمبر 2025 08:28 PM

تقرير دير شبيغل: الأطباء السوريون عماد النظام الصحي في ألمانيا.. نقاش حاد يكشف استقطاباً مجتمعياً

تقرير دير شبيغل: الأطباء السوريون عماد النظام الصحي في ألمانيا.. نقاش حاد يكشف استقطاباً مجتمعياً

نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية تقريراً سلط الضوء على الدور المتزايد للأطباء السوريين في ألمانيا تحت عنوان: «إلى أي مدى تعتمد ألمانيا على الأطباء السوريين؟». يتناول التقرير ارتفاع أعداد الأطباء القادمين من سوريا في السنوات الأخيرة، ومساهمتهم الكبيرة في تعويض النقص الحاد في الكوادر الطبية بالمستشفيات الألمانية، خاصة في المناطق الريفية.

أكد التقرير أن آلاف الأطباء السوريين يساهمون بشكل فعال في استمرار عمل النظام الصحي الألماني، وأن غيابهم المفاجئ سيخلق فراغاً كبيراً يصعب تعويضه على المدى القريب. وقد أثار هذا الموضوع جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للمجلة، حيث انقسم المعلقون بين مؤيدين ومعارضين لدور الأطباء السوريين، مما كشف عن وجود انقسام حاد في الرأي العام حول قضية الهجرة والاعتماد على الكفاءات الأجنبية.

أعرب العديد من المعلقين الألمان عن تقديرهم للأطباء السوريين، فكتبت سابينه شتورمان: "جرّاح أعصاب سوري أنقذ حياتي عام 2022." وقالت إينا كورنيليا هوسفيلد: "الطبيب السوري الذي اعتنى بزوج أمي في مستشفى زاربروكن أظهر إنسانية كبيرة، وكان يتحدث الألمانية بطلاقة." وأكد آخرون أن "الأطباء السوريين من بين الأفضل في العالم"، مشيرين إلى تجاربهم الشخصية الإيجابية معهم.

في المقابل، ظهرت آراء ناقدة، منها تعليق آخيم كنوبِك الذي كتب ساخرًا: "حساب بسيط: إذا لم يعد لدينا غرباء في البلاد، فلن نحتاج إلى هذا العدد من الأطباء." ورأى آخرون أنه يجب على ألمانيا "تسهيل دراسة الطب لمواطنيها أولاً" بدلاً من الاعتماد على الأطباء الأجانب، معتبرين أن النظام التعليمي الصارم (Numerus Clausus) يمنع العديد من الألمان المؤهلين من الالتحاق بكليات الطب.

تناول بعض المعلقين القضية من زاوية أخلاقية، مثل إلكا بي. التي كتبت: "من الناحية الأخلاقية، أنصح الأطباء السوريين بالرحيل. طالما يقدمون منفعة لألمانيا فهم مرحب بهم، لكن حين لا تحتاجهم، تُغلق الأبواب." وعلّق توماس غراهل: "من منظور أخلاقي، لا ينبغي استغلالهم لخدمة نظامنا الصحي، لكن من الناحية العملية، نحتاجهم لأنهم مفيدون."

تنوعت الآراء بين المطالبة بعودة الأطباء السوريين إلى وطنهم للمساهمة في إعادة بناء النظام الصحي هناك، والتأكيد على أن ألمانيا ستواجه أزمة طبية حقيقية بدونهم. وركزت بعض التعليقات على مشاكل البنية التعليمية في ألمانيا، مشيرة إلى أن "القيود البيروقراطية وقلة المرونة" تجعل البلاد تعتمد بشكل متزايد على الأطباء الأجانب.

وفي ختام النقاش، لخص أحد المعلقين الموقف بعبارة لافتة: "كل من يملك المال يغادر ألمانيا، وكل من لا يملك يأتي إليها.

مشاركة المقال: