الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 10:36 AM

حلب: ورشة عمل لدعم اندماج العائدين من مخيم الهول في المجتمع

حلب: ورشة عمل لدعم اندماج العائدين من مخيم الهول في المجتمع

استضافت مدينة حلب أول اجتماع من نوعه للعائلات العائدة من مخيم الهول، وذلك ضمن إطار مبادرة "قوافل الأمل" التي تنظمها وحدة دعم الاستقرار. وقد حضر الاجتماع ممثلون عن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والمحلية المعنية.

هدف الاجتماع إلى الاستماع المباشر لاحتياجات العائلات العائدة والتحديات التي تواجهها بعد الخروج من المخيم، وخاصةً تلك المتعلقة بالاندماج المجتمعي وتوفير الخدمات الأساسية لضمان استقرارها.

خلال اللقاء، قدم المشاركون مجموعة من المطالب، كان أبرزها استكمال عمليات إخراج العائلات المتبقية في مخيم الهول، وتأمين السكن وفرص العمل، وتوفير الدعم النفسي والتعليمي، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع سبل عيش مستدامة تساعدهم على بدء حياة جديدة.

وفي تصريح خاص لمراسل "سوريا 24" محمد أبو وحيد، أوضح منذر سلال، مدير وحدة دعم الاستقرار، أن أبرز التحديات التي تواجه عمل الوحدة تكمن في تفرق العائلات العائدة في محافظات مختلفة، مما يصعب تنفيذ برامج ميدانية متكاملة في مكان واحد، خاصةً مع تراجع الدعم الإنساني والخدمي المخصص لسوريا.

وأشار سلال إلى أن الوحدة "عملت على تنفيذ برامج تعليم تعويضي، وتوفير فرص عمل في مدينة حلب، بهدف تمكين العائدين ليصبحوا مستقلين اقتصادياً واجتماعياً"، مضيفاً أن هناك جهوداً متواصلة لتأمين دعم إضافي "لتعليمهم وتشغيلهم، بما يساعدهم على التكيف مع البيئة الجديدة التي عادوا إليها".

وأضاف أن الورشة الحالية في حلب تمهد لعقد ورشة موسعة في دمشق خلال الفترة المقبلة، تجمع ممثلي المنظمات الدولية والجهات السورية المعنية "لرسم خارطة طريق واضحة لتنسيق الجهود وضمان استجابة فعالة لاحتياجات العائدين من مخيم الهول".

كما أكد سلال على أن الإعلام المحلي "شريك أساسي في تصحيح الصورة النمطية عن سكان مخيم الهول"، مشيراً إلى أهمية أن تقوم وسائل الإعلام "بإبراز معاناتهم الإنسانية وتسليط الضوء على ظروفهم الصعبة بعيداً عن الأحكام المسبقة".

ولفت إلى أن وحدة دعم الاستقرار تقدم حالياً دعماً قانونياً للعائلات العائدة، نظراً لوجود حالات عديدة من عدم توثيق الزواج أو الولادات، موضحاً أن الوحدة حصلت على تسهيلات من محافظة حلب لمتابعة هذه الحالات وتوثيقها، بما يمكن الأطفال من الالتحاق بالمدارس والمشافي.

من جانبها، تحدثت زينب أنس دباغ، وهي إحدى العائدات حديثاً من المخيم، لـ"سوريا 24" عن تجربتها بعد العودة، قائلةً: "حياتي الآن أفضل من فترة المخيم، لكن الصعوبة الأكبر هي في إثبات شخصيتي ووثائقي الرسمية، لا أملك أوراقاً تثبت أنني أرملة أو أن هؤلاء أولادي، وهذا الأمر يعرقل تسجيلهم في المدرسة"، مشيرة إلى أن أبناءها فقدوا سنة دراسية كاملة بسبب تأخر الإجراءات الرسمية.

وتابعت: "أتمنى أن أجد مسكناً ثابتاً وفرصة لإعادة أطفالي إلى المدرسة، أنا لا أعمل حالياً، لكن لو توفرت فرصة كخياطة مثلاً، مستعدة أشتغل لأعيش أولادي. بنتي بحاجة لعملية جراحية في عينها، وهذا أكثر ما يشغلني حالياً".

ويُعدّ هذا الاجتماع، وفق القائمين عليه، خطوة أولى نحو تعزيز الاستجابة الإنسانية وتحقيق الاندماج المجتمعي للعائدين من مخيم الهول، في وقت ما زال فيه مئات الأشخاص بانتظار فرصتهم للعودة إلى مناطقهم الأصلية واستعادة حياتهم الطبيعية.

يأتي هذا الاجتماع امتداداً للجهود التي وثّقتها "سوريا 24" في تقارير سابقة حول مبادرة "قوافل الأمل" التي تشرف عليها وحدة دعم الاستقرار، وتهدف إلى تسهيل عودة العائلات السورية من مخيم الهول إلى مناطقها الأصلية. وقد أسهمت المبادرة خلال الأشهر الماضية في نقل عشرات العائلات من المخيم إلى محافظات حلب والرقة ودير الزور وحمص، إلى جانب تنفيذ برامج دعم نفسي وتعليمي ومهني لضمان اندماج تدريجي وآمن ضمن المجتمعات المحلية.

وتؤكد وحدة دعم الاستقرار أن العمل مستمر لتوسيع نطاق المشروع وتنسيق الجهود مع الجهات الرسمية والمنظمات الشريكة، بهدف تحقيق عودة آمنة وكريمة للعائلات التي ما تزال داخل المخيم.

وتعيش العائلات داخل مخيم الهول في ظروف إنسانية صعبة، تتراوح بين نقص الخدمات الأساسية وتقييد الحركة وصعوبة الحصول على الوثائق المدنية، ما يجعل مبادرات العودة المنظمة عبر "قوافل الأمل" من أهم المسارات الإنسانية الجارية حالياً لمعالجة هذا الملف.

ويُعتبر مخيم الهول من أكثر النقاط الأمنية حساسية في سوريا، إذ يضم أكثر من 15,600 نازح سوري، إلى جانب 15 ألف لاجئ عراقي، وما يزيد على 6,300 شخص من نحو 45 جنسية أجنبية، بينهم نساء وأطفال.

مشاركة المقال: