الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 05:10 PM

سامية: سائقة تاكسي في دمشق تتحدى التمييز وتوفر الأمان للنساء

سامية: سائقة تاكسي في دمشق تتحدى التمييز وتوفر الأمان للنساء

في شوارع دمشق، تبرز سامية كسائقة تاكسي، متحدية الصورة النمطية ومواجهة التمييز، بينما تسعى لتوفير خدمة آمنة وموثوقة للنساء.

"تاكسي مدام؟ تاكسي أستاذ؟"، بصوتها المميز، تخترق سامية صخب ساحة يعج بها السائقون الرجال. تسعى جاهدة لإثبات وجودها في سوق يبدو رافضاً لوجودها كامرأة. نظرات الاستغراب لا تتوقف، لكنها تصر على رفع يدها، منتظرة زبوناً لا يكترث لجنس السائق، بل لوجهته. سؤال واحد يتكرر: "أنتِ بتسوقي؟"، فتجيب بابتسامة: "إي وناطرة زبون جريء"، ثم تنطلقان معاً نحو السيارة القريبة.

السائقة الشابة، التي فضلت التعريف عن نفسها باسم "سامية التي تعيل أيتام شقيقتها"، رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي، مؤكدة أن أسبابها خاصة ولا تتعلق بنظرة المجتمع أو الرغبة في إخفاء هويتها.

على الرغم من أن رؤية امرأة تقود سيارة أجرة لم تكن شائعة في الماضي، إلا أن سنوات الحرب والأزمة المعيشية دفعت العديد من النساء إلى اقتحام مهن جديدة، بما في ذلك قيادة سيارات الأجرة. ومع ذلك، تشير سامية إلى أن هناك ما لا يقل عن 5 نساء عملن كسائقات تاكسي في العاصمة منذ 15 عاماً، لكنهن لم يكنّ ظاهرات بشكل كبير.

دفعت الأزمات المعيشية المتتالية النساء إلى البحث عن فرص عمل في مجالات غير تقليدية، مثل النقل العام والميكانيك والأعمال الحرة. لم يعد الخروج عن الأدوار التقليدية مجرد خيار، بل ضرورة للبقاء، مما ساهم في تغيير بعض الصور النمطية.

كانت سامية تعمل في السابق في شركة خاصة في مجال الأعمال الإدارية، لكنها قررت تغيير مسارها المهني والعمل كسائقة تاكسي قبل عام ونصف، بحثاً عن عمل ذي مردود جيد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تتحدث سامية بطلاقة عن الحرب والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتنتقد عدم التزام بعض السائقين بقواعد المرور. وتؤكد أن النساء قادرات على التركيز في عدة مهام في وقت واحد، وهي ميزة ضرورية للسائقين في هذا الزحام.

عمل النساء في القطاعات غير الرسمية، مثل قيادة سيارات الأجرة الخاصة، يجعلهن عرضة للمساءلة والإقصاء، ويفتقر إلى الحماية القانونية والاجتماعية.

تواجه سامية تحديات مع بعض عناصر الشرطة الذين يضايقونها ويحاولون عرقلة عملها، بحجة أنها تقود سيارة خاصة كسيارة أجرة عامة. وتشعر بالتمييز بسبب هذا التعامل.

تكشف طريقة تعامل بعض عناصر الشرطة مع سامية عن شكل من أشكال التمييز الصامت داخل المؤسسات، حيث يُحمى الرجل باسم "الإعالة"، بينما تُساءل المرأة حتى وهي المعيلة الوحيدة.

باستثناء مضايقات بعض عناصر الشرطة ونظرات الاستغراب، تحظى سامية بدعم وتشجيع عائلتها، وتؤكد أنها لا تواجه قيوداً تمنعها من العمل مساءً، خاصة وأن النساء يفضلن طلبها لأنهن يرين فيها عامل أمان.

وجود نساء في مهن تقدم خدمات مباشرة، مثل قيادة التاكسي، يخلق شعوراً بالأمان لدى النساء، خاصة في التنقل الليلي، حيث يبحثن عن سائقة توفر لهن الثقة والخصوصية.

مشاركة المقال: