الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 09:14 PM

قمة الدوحة للتنمية الاجتماعية: العالم يتحد لمواجهة الفقر المدقع الذي يهدد 700 مليون شخص

قمة الدوحة للتنمية الاجتماعية: العالم يتحد لمواجهة الفقر المدقع الذي يهدد 700 مليون شخص

الفقر والبطالة والديون.. ملفات معقدة تزداد حدةً بسبب الحروب والأزمات، ويدفع ثمنها الأبرياء الذين يتوقون إلى الاستقرار والأمن والسلام. العالم يدرك حجم المأساة ويعتبر التنمية الاجتماعية للدول واجبًا أخلاقيًا أساسيًا.

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بمشاركة دولية واسعة وبرنامج عمل مكثف على مدار ثلاثة أيام، حيث يجتمع القادة والرؤساء والحكومات لمناقشة قضايا التنمية الملحة.

قطر تدعو لمضاعفة الجهود وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار بقطاع غزة

افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة الأممية بحضور قادة دول ورؤساء حكومات وممثلي مؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية. دعا الشيخ تميم في كلمته إلى مضاعفة الجهود وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالإضافة إلى وقف الحرب في السودان، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق التنمية الاجتماعية في المجتمعات دون السلام والاستقرار.

من جانبه، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن البلدان النامية لا تتلقى الدعم الكافي، مشيرًا إلى أن 700 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع في العالم. وأضاف أن غياب الحماية الاجتماعية للملايين أمر مؤسف، وأنه يجب الاتفاق على خطة لجمع 1.3 تريليون دولار سنويًا لتمويل مكافحة التغير المناخي في الدول النامية.

برنامج عمل مكثف

تهدف القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، إلى تجديد الالتزام الدولي بتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر وتعزيز فرص العمل والدمج الاجتماعي، في إطار جهود تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

يتضمن البرنامج الرسمي للقمة جلسة افتتاحية رفيعة المستوى لاعتماد مسودة إعلان الدوحة السياسي، بالإضافة إلى مائدتين مستديرتين: الأولى لبحث تعزيز الركائز الثلاث للتنمية الاجتماعية (القضاء على الفقر، العمل اللائق، الإدماج الاجتماعي)، والثانية لتقييم تنفيذ التزامات كوبنهاغن وأجندة 2030، قبل جلسة ختامية تتضمن كلمة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تُعد القمة من أبرز الفعاليات الأممية لعام 2025، وتأتي بعد ثلاثة عقود من انعقاد النسخة الأولى في كوبنهاغن عام 1995، في لحظة توصف أمميًا بأنها "حاسمة" في ظل تزايد الفجوات الاجتماعية، وتباطؤ جهود القضاء على الفقر، وتراجع الثقة بالمؤسسات الدولية، وتفاقم أزمات المناخ والنزاعات.

المشاركون يؤكدون عدم وجود أي حماية اجتماعية للملايين حول العالم ويصفونه بالأمر المؤسف

أكدت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أن الدوحة تتشرف باستضافة أكثر من 8 آلاف مشارك من رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين أمميين وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب. وقالت الشيخة علياء إن القمة تمثل "لحظة فارقة" لتجديد الالتزام العالمي بالتنمية الاجتماعية، ولإعادة وضع الإنسان في صميم أجندة التنمية المستدامة. وأكدت أن "إعلان الدوحة" سيعيد تأكيد الترابط بين القضاء على الفقر والعمل اللائق والإدماج الاجتماعي بوصفها عناصر أساسية لتحقيق التنمية الشاملة.

مشاركة المقال: