الخميس, 6 نوفمبر 2025 01:16 AM

التعاون السوري الروسي يعود إلى الواجهة: زيارات رفيعة المستوى واتفاقيات قيد التنفيذ

التعاون السوري الروسي يعود إلى الواجهة: زيارات رفيعة المستوى واتفاقيات قيد التنفيذ

تشهد العلاقات السورية الروسية تطورات متسارعة، حيث دخلت مرحلة التنفيذ العملي مع تكثيف الاتصالات وتحديد مسارات التعاون في مختلف المجالات. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي عقدت جلسة في موسكو لبحث تعزيز التواصل الثنائي.

شهدت موسكو زيارات سورية بعيدة عن الأضواء الإعلامية، حيث وصل وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وأمين عام الرئاسة السورية ماهر الشرع في زيارة استمرت من 28 إلى 31 أكتوبر. وعقد المسؤولان سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين في وزارات الدفاع والخارجية والبناء والإسكان الروسية.

في وزارة الدفاع الروسية، ناقش أبو قصرة مع الوزير أندريه بيلاوسوف آليات تنفيذ التعاون العسكري، والتقى قادة القوات الروسية، وقام بجولات ميدانية في منشآت عسكرية يُعتقد أنها تُستخدم كمراكز قيادة وتوجيه.

أوضحت وزارة الدفاع السورية أن الزيارة ركزت على دعم العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات في مجالات التدريب وغيرها، بحضور الجنرال يونس بيك يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي، في جميع الاجتماعات.

من جهة أخرى، أجرى ماهر الشرع محادثات مع وزير البناء الروسي إريك فايزولين، تناولت تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال لقاء الرئيسين في 15 أكتوبر، بالإضافة إلى نتائج زيارة الوفد الروسي إلى دمشق في سبتمبر. وأعلن فايزولين عن خطط لإرسال وفد أعمال إلى سوريا لمناقشة مشاريع مشتركة جديدة.

كما التقى الشرع نائب وزير الخارجية الروسي فيرشينين في 29 أكتوبر، لبحث سبل تسهيل إعادة الإعمار في سوريا وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف القطاعات.

تعكس هذه اللقاءات رغبة مشتركة في استئناف التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، بما يتماشى مع أولويات سوريا وظروفها الحالية، ويخدم المصالح الروسية في المنطقة.

وترى مصادر مطلعة أن اختيار ماهر الشرع لقيادة هذا المسار لم يكن عشوائيًا، نظرًا لإتقانه اللغة الروسية وعلاقاته الطويلة بالمجتمع الروسي، بالإضافة إلى كونه شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، مما يمنحه قدرة على فهم السياق الروسي والتفاوض بفعالية.

في المقابل، دفعت موسكو بالجنرال يفكوروف، المسلم السني من جمهورية إنغوشيا، إلى واجهة المحادثات، في خطوة تهدف إلى كسر الجمود وإظهار انفتاح روسيا على السلطات الجديدة في سوريا، التي تنتمي إلى تيارات ذات خلفية إسلامية.

تشير المصادر إلى أن العلاقات السورية الروسية تتميز عن علاقات سوريا مع الغرب، بفضل الخبرة الروسية الطويلة في التعاون العسكري وجاهزية البنية التحتية لاستئناف العمل في هذا المجال بمجرد صدور القرار السياسي.

الحديث يدور حول تفعيل اتفاقيات سابقة في مجالات التدريب والإمداد العسكري، بالإضافة إلى اتفاقيات اقتصادية وتجارية قابلة للتعديل والتفعيل السريع، وليس اتفاقيات جديدة.

التوافق داخل المؤسسات السورية حول إعادة هيكلة العلاقات مع روسيا يقابله دعم واضح من القيادة الروسية، مما يعزز فرص نجاح هذا المسار، خاصة في ظل غياب مؤشرات تعاون من الدول الغربية.

على الرغم من التحديات المحتملة، لا يُتوقع أن تواجه دمشق ردود فعل غربية حادة، لأن التعاون الجاري يستند إلى اتفاقيات دولية مبرمة سابقًا.

يبقى التحدي الأبرز في الداخل السوري، حيث عبّر كثيرون عن رفضهم للتقارب مع موسكو بسبب دورها في دعم النظام السابق، بينما يرى آخرون أن التعاون مع روسيا بات ضرورة في ظل الواقع السياسي والعسكري الراهن.

تلفزيون سوريا

مشاركة المقال: