البلديات الهولندية تبحث عن فرص لإعادة الإعمار في سوريا رغم الدمار

أكدت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رابطة البلديات الهولندية، ميريام كولاريس، أن وفدًا من الرابطة قد رصد خلال زيارته لسوريا حجم الدمار الهائل، مشيرة إلى أنه من السابق لأوانه تحديد الإجراءات الممكنة بشكل دقيق في الوقت الراهن.

وأوضحت كولاريس لعنب بلدي أن الرابطة قامت بجمع معلومات مكثفة حول الاحتياجات الميدانية، بهدف نقلها إلى هولندا ومشاركتها مع الجهات العليا هناك.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها وكالة التعاون الدولي التابعة لرابطة البلديات الهولندية في 15 نيسان الحالي، بمقر منظمة "مدنية" في دمشق، بمشاركة 28 ممثلًا عن منظمات وفرق محلية، حيث ناقشوا واقع الخدمات والاحتياجات في سوريا.

تعمل الرابطة في 40 دولة حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنشط كمنظمة في مختلف المجالات المتعلقة بالحكم المحلي وتقديم الخدمات الأساسية، مثل إدارة المياه والنفايات ومشاركة المواطنين، ولكن ذلك يعتمد على الاحتياجات الفعلية على الأرض، وفقًا لكولاريس.

وأكدت وجود العديد من المنظمات والأفراد القادرين على تقديم الكثير في سوريا.

جلسة حوارية

خلال الجلسة الحوارية، عرض المشاركون صورة قاتمة للواقع الخدمي المتدهور في سوريا، واستعرضوا تجاربهم في تمكين المجتمعات، وإعطاء الأولوية للمناطق المتضررة، وطالبوا بتفعيل الدستور وتحقيق العدالة الانتقالية، وإيصال الصوت إلى المجتمعات الدولية لرفع العقوبات عن سوريا، وتمكين النساء وتحسين الخدمات المتهالكة نتيجة الحرب المستمرة منذ 14 عامًا.

وقالت ممثلة منظمة "نحنا قدا" (منظمة مجتمع مدني تنشط في السويداء جنوبي سوريا)، إيمان بلان، لعنب بلدي، إن اللقاء يمثل فرصة للتواصل مع سوريين من مختلف المحافظات، لمناقشة الاحتياجات وتفعيل دور المجتمع المدني في دعم احتياجات المجتمع، بالتوازي مع المجالس المحلية والحكومة.

وذكرت بلان أنها نقلت تجربة المجتمع المدني في المنطقة الجنوبية، مؤكدة امتلاك المنظمات السورية الخبرة والقدرة على العمل وبناء سوريا الجديدة.

من جهتها، ذكرت مديرة البرامج بمنظمة "عدالتي"، ليندا عثمان، وهي محامية مقيمة في هولندا، أن الاجتماع مع رابطة البلديات الهولندية يهدف إلى تقديم المساعدة في بناء الخدمات في سوريا الجديدة، وأن منظمة "عدالتي" تهتم بقضايا النساء وضرورة توليهن أدوارًا قيادية وفاعلة في بناء سوريا الحديثة.

وتحدث مدير البرامج بمنظمة "سوريات عبر الحدود"، صلاح الدين فليون، عن "واقع مؤلم" في سوريا بسبب استمرار العقوبات الأمريكية.

وذكر أن منظمة "سوريات عبر الحدود" تنشط في مجال الاستجابة الطارئة للأزمة الإنسانية لتأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين، مشددًا على أهمية التواصل وتعزيز مساحات الحوار في الوقت الراهن.

صداقة بين البلديات الهولندية والسورية

خلال الجلسة، تم اقتراح فكرة إقامة صداقة بين البلديات في المناطق والمدن السورية والهولندية لتعزيز التعاون بينها، وتبادل الثقافة والنماذج التنظيمية والإدارية، مما يفعّل التواصل العالمي مع الخارج، وفقًا لما قاله فليون، مدير البرامج بمنظمة "سوريات عبر الحدود".

وتقدم رابطة البلديات الهولندية خبرات في تعزيز الحكومات المحلية الديمقراطية في الدول النامية والدول الانتقالية، ولها جذور عميقة في الحوكمة المحلية، بالإضافة إلى إدارة المشاريع الكبيرة للجهات المانحة الكبرى مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

وتستفيد الرابطة من شبكة عالمية من الشراكات ونهج عملي يمكّن الفاعلين المحليين، وتركز على بناء القدرات، بما يشمل تطوير المعرفة والمهارات والمواقف، لضمان تحسينات مستدامة للمجتمعات المحلية.

عنب بلدي