الجمعة, 7 نوفمبر 2025 12:04 PM

من نيويورك إلى العالم: كيف أسقط زهران ممداني هيمنة أيباك بـ 40 دولارًا وحملة رقمية؟

من نيويورك إلى العالم: كيف أسقط زهران ممداني هيمنة أيباك بـ 40 دولارًا وحملة رقمية؟

يرى خبراء في واشنطن أن الفوز الساحق الذي حققه الشاب الاشتراكي المسلم زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك، يمثل تحولًا في معادلات سياسية راسخة لعقود في أغنى عاصمة في العالم.

فوز ممداني بمنصب العمدة في نيويورك بأغلبية واضحة، يفتح الباب لصراع ليس فقط مع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بل مع المؤسسات العميقة التي تنتمي إلى الماضي.

أسس ممداني بفوزه معادلات جديدة في الواقع السياسي الأمريكي، أبرزها إمكانية النجاح في انتخابات ضخمة ومعقدة في واحدة من أكبر المدن وأهمها في العالم، على أساس ديمقراطي.

تحقق هذا النجاح بدون الحاجة إلى أموال كبار المتبرعين والتجار الأمريكيين وطبقة السماسرة ورجال الأعمال، والأهم، بدون الاعتماد على منظمة أيباك، التي كانت تعتبر الممر الإجباري للحصول على موقع سياسي في صدارة المشهد السياسي والانتخابي الأمريكي.

تجاوز تبرعات وأموال أيباك كان بمثابة الخطة السرية السحرية في حملة ممداني.

إحدى أبرز الرسائل التي يحملها فوز ممداني، بحسب الخبراء والمراقبين، هي إمكانية نجاح الطبقة الوسطى بالاعتماد على التبرعات الصغيرة من عموم الشعب الأمريكي، بعيدًا عن منظمة أيباك. لقد كان تأسيس حالة مالية أصولية تلتزم بأحكام القانون، دون الحصول على رعاية من جهات مالية نافذة، هدفًا مقصودًا خلال حملة ممداني.

كان من الأهداف الرئيسية أيضًا الإطاحة بالدور النافذ والرشاوى السياسية التي تقدمها منظمة أيباك، والتي يعتمد عليها الإطار الصهيوني والإسرائيلي في الولايات المتحدة.

تشير التقديرات إلى أن ما حصل مع ممداني قد يتكرر مع آخرين، حيث يمكنهم المشاركة والمنافسة، بل والفوز في العديد من الدوائر البلدية والمواقع التشريعية والسياسية المهمة بدون منظمة أيباك، بعدما تحققت "سابقة مثيرة" على صعيد تمويل الفقراء.

هذا الدرس، المتمثل في إمكانية الفوز بدون طبقة رجال الأعمال، يلتقطه الأمريكيون جيدًا، وقد يشكل العنصر الأكثر إثارة وإنتاجًا للزلزال الذي أحدثه فوز ممداني على مستوى الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة والتحالف الطبقي الحاكم، وأيضًا على مستوى الكيان الإسرائيلي.

المعادلة الثانية التي اختلت هي كيفية الوصول إلى مواقع الصف الأول انتخابيًا بدون الاضطرار لدفع الكثير من المال، وفي خطاب يخص خدمات الفقراء تحديدًا، ضمن نظرة يسارية علمانية متقدمة لواقع الطبقة الوسطى.

اعتمد عمدة نيويورك الجديد، وهو من أبناء الطبقة الوسطى، في جمع التبرعات لتمويل حملته على فكرة التبرع بمبالغ صغيرة جدًا من قاعدة واسعة من المواطنين الأمريكيين، وصل عددها للملايين.

بلغ حد التبرع الذي أعلنته حملة ممداني مبكرًا 40 دولارًا للشخص الواحد.

هذه المبالغ الصغيرة تراكمت لتصل إلى عشرات الملايين، مما مكن ممداني من إنفاقها على حملاته الإعلامية. لقد أخل أيضًا بمعادلة الإعلام ونفوذه عندما اعتمد حصريًا على منصات التواصل الاجتماعي، بدلًا من وسائل الإعلام الأمريكية القديمة والعريقة.

مشاركة المقال: